٥ - وفي (٣/ ٢٩٨ / خ ١٠٨) أن أحد أصحاب مسيلمة خدع خالدًا بسهولة علمًا بأن سيرة سيدنا خالد توضح بكل جلاء أنه كان داهية فطنًا لا يستطيع الخبّ أن يخدعه ثم إنه رضي الله عنه لا يتساهل مع أعداء الله بعد أن أعلنوا ردتهم ومنعوا الزكاة ومثلّوا بكل مسلم وقع في أيديهم في البوادي والحواضر. وهذه الرواية من طريق ابن حميد الرازي وهو ضعيف وقد ذكره عن ابن إسحاق معضلًا. ٦ - ومثال آخر للدسّ والاختلاق كما في الرواية (٣/ ٢٨٢ / خ ٨٨) وهو كذلك من طريق شعيب عن سيف عن عبد الله بن سعيد عمن حدثه عن جابر بن فلان فبالإضافة إلى إتهام شعيب بطعنه في سيرة السلف ففيه مجهول (عمن حدثه) وشيخه مجهول الأب (جابر بن فلان) هكذا وفي هذه الرواية كلام تكذبه الروايات الصحيحة التي ذكرنا. وحتى هذه الروايات الضعيفة من طريق شعيب عن سيف تكذب ما ورد في هذه الرواية (ح ٨٨) إذ فيها [وكان أبو بكر يقول: لا أستعمل أهل بدر أدعهم حتى يلقوا الله بأحسن أعمالهم فإن الله يدفع بهم وبالعلماء من الأمم أكثر وأفضل مما ينتصر بهم]. والروايات الصحيحة تذكر أسماء كبار الصحابة بلا تفريق بين بدري وغيره قد شاركوا في معارك الردة وحملوا راية الجهاد واستشهد منهم من استشهد منهم سبعون من الأنصار ولم يستخلف أبو بكر سوى عدد من كبار الصحابة الذين لازموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وفاته ومنهم عمر رضي الله عنه يعاونونه في أمور الحكم والخلافة، بل إن أبا بكر خرج بنفسه في بداية الأمر ثم ترجّاه كبار الصحابة ليبقى هو في المدينة يدير شؤون الخلافة وينيب عنه من يكون بمثابة القائد العام أو رئيس هيئة الأركان كما في المصطلح الحديث، فكان أن وقع الاختيار على سيدنا خالد رضي الله عنه وأرضاه، كيف لا؛ وهو سيف الله المسلول؟ ! .