والمدائني بدوره روى الخبر بإسناد مركب من طريق شيوخه الثلاثة وبأسانيد لا تخلو من مجهول الحال أو ضعيف أو متروك ومتنها لا يخلو من نكارة كالآتي: في المتن تناقض واضح فكيف يوصف الجراح بن عبد الله بأنه عمل بالظلم والعدوان في منتصف الرواية، ثم يذكر بعد ذلك بأسطر بأنه لم يصب شيئًا من أموال الناس وخرج منهْم بسيفه وفرسه ثم إن الرواية تذكر أنه جاف مع الرعية وأن عشرين ألفًا من الموالي يغزون بلا عطاء ولا رزق، ومثلهم قد أسلموا من أهل الذمة يؤخذون بالخراج وهذا يخالف ما ذكرته الروايات الصحيحة وما ذكره أئمة التاريخ المتقدمين والمتأخرين من أن الجراح كان رجلًا صالحًا عابدًا، محبًا للجهاد والموت في سبيل الله في ساحة المعركة وأن العباد في جميع البلاد قد حزنوا على موته؟ كما سنذكر كل ذلك ضمن أحداث سنة (١١٢ هـ) عند الحديث عن مقتله. فكيف يحزن العباد في جميع البلاد على موت رجل جاف ظالم؟ ! ألا إن هذا من افتراء المتروكين الكذابين من أمثال علي بن مجاهد الكابلي وغيره والله تعالى أعلم، والحمد لله على نعمة الإسناد.