وفيها قُتل وصيف التركيّ؛ وذلك لثلاث بَقِين من شوّال منها؛ وكان السبب في ذلك - فيما ذكر - أنّ الأتراك والفراغنة والأشروسنية شغبوا وطلبوا أرزاقهم لأربعة أشهر؛ فخرج إليهم بُغا ووصيف وسيما الشرابيّ في نحو من مئة إنسان من أصحابهم؛ فكلّمهم وصيف، وقال: ما تريدون؟ قالوا: أرزاقنا، فقال: خذوا ترابًا؛ وهل عندنا مال! وقال بغا: نعم، نسأل أميرَ المؤمنين في ذلك؛ ونتناظر في دار أشناس، وينصرف عنكم مَنْ ليس منكم، فدخلوا دار أشناس، ومضى سيما الشرابيّ منصرفًا إلى سامُرّا ثم تَبِعه بُغا لاستئمار الخليفة في إعطائهم؛ وكان وصيف في أيديهم؛ فوثب عليه بعضُهم، فضربه بالسيف ضربتين، ووجأه آخر بسكين، فاحتمله نُوشِرى بن طاجبك - وهو أحد قوّاده - إلى منزله؛ فلما أبطأ عليهم بُغا ظنوا أنهم في التعبية عليهم؛ فاستخرجوه من منزل نوشرى؛ فضربوه بالطبرزينات حتى كسروا عضُدَيه، ثم ضربوا عنقَه، ونصبوا رأسه على محراك تَنّور، وقصدت العامة بسامرّا الانتهاب لمنازل وصيف وولده، فرجع بنو وَصيف، فمنعوا منازلهم، ثم جعل المعتزّ ما كان إلى وصيف من الأمور إلى بُغا الشرابيّ.
* * *
[[ذكر الخبر عن قتل بندار الطبري]]
وفي يوم الفِطْر من هذه السنة قُتل بندار الطبريّ.
* ذكر سبب قتله:
فكان سبب ذلك أنه حكم بالبوازيج محكّم يدعى مساور بن عبد الحميد في رجب من هذه السنة، فوجّه المعتزّ إليه في شهر رمضان ساتكين، فمال إلى ناحية طريق خراسان، فوجّه محمد بن عبد الله إليه؛ وذلك أنّ طريق خراسان كان