للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ما أحسنه! وأرِيَ فيما يرى النائم أنّ غزالًا لم يُر غزالٌ أحسنُ منه، جيء به حتى دفن فيه؛ فكان هو ذلك الغزال. وكان يزيد رقيقًا جميلًا رحمه الله؛ وبلغ ذلك عثمان، فقال: إنّا لله وإنا إليه راجعون! انتكث أهل الكوفة. اللهمّ تُبْ عليهم، وأقْبِلْ بهم (١). (٤: ٣٠٦).

٧٦٤ - كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: استعمل سعيد على ذلك الفَرْج سلمان بن رِبيعة، واستعمل على الغَزْو بأهل الكوفة حُذيفة بن اليَمان، وكان على ذلك الفرْج قبل ذلك عبد الرحمن بن ربيعة، وأمدّهم عثمان في سنة عشر بأهل الشأم عليهم حبيب بن مسلمة القرشيّ، فتأمّر عليه سلمان، وأبى عليه حبيب؛ حتى قال أهل الشأم: لقد هممنا بضرب سلمان، فق الذي ذلك الناس: إذًا والله نضرب حبيبًا، ونحبسه؛ وإن أبيتم؛ كثرت القتلى فيكم وفينا.

وقال أوس بن مغراء في ذلك:

إن تَضْرِبوا سَلْمانَ نَضْرِبْ حَبيبكُمْ ... وإن تَرْحَلوا نَحْوَ ابْنِ عَفَّانَ نَرْحَلِ

وإن تُقْسِطوا فالثّغْرُ ثَغْرُ أميرنا ... وهذا أميرٌ في الكَتائِب مُقْبلُ

ونَحنُ وُلاةُ الثَّغْرِ كُنَّا حُماتَه ... لياليَ نَرْمي كُلَّ ثَغْرٍ ونُنْكِلُ

فأراد حبيب أن يتأمّر على صاحب الباب كما كان يتأمّر أمير الجيش إذا جاء من الكوفة، فلمّا أحسّ حذيفة؛ أقرّ، وأقرّوا؛ فغزاها حذيفة بن اليَمان ثلاث غزوات، فقتل عثمان في الثالثة، ولقيَهم مقتل عثمان، فقال: اللهمّ العن قتلَة عثمان، وغُزاة عثمان، وشنَأة عثمان. اللهمّ إنّا كنّا نعاتبه ويعاتبنا، متى ما كان مَن قبله يعاتبنا ونعاتبه! فاتّخذوا ذلك سُلّمًا إلى الفتنة؛ اللهم لا تُمِتْهم إلّا بالسيوف (٢) (٤: ٣٠٦/ ٣٠٧).

[ذكر الخبر عن وفاته]

٧٦٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عطيّة عن يزيد الفقعسيّ، قال: لما حضرت أبا ذرّ الوفاة؛ وذلك في سنة ثمان في ذي الحِجّة من


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>