للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمه، وما كان أوتي من مُلك السماء الدنيا والأرض وخَزْن الجنان. وجائز أن يكون لغير ذلك من الأمُور، ولا يُدرَك علم ذلك إلَّا بخبرٍ تقوم به الحجة، ولا خبرَ في ذلك عندنا كذلك، والاختلاف في أمره على ما حكيناه ورويناه (١). (١: ٨٨).


(١) صحيح وانظر تعليقنا بعد قليل.

الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة الواردة في خلق إبليس وقصته مع آدم - عليه السلام -
لقد ذكر الإمام الطبري رحمه الله روايات كثيرة في خلق إبليس اللعين وطبيعة عمله قبل طرده من رحمة الله وهل كان من الملائكة أم من الجان وما إلى ذلك، ولم نجد فيها رواية مرفوعة صحيحة، بل فيها روايات منكرة مخالفة لما في كتاب الله من آيات صريحة واضحة المعنى، وسنذكر هنا طرفًا من الآيات القرآنية الكريمة وبعضًا من الأحاديث الصحيحة الواردة في إبليس.
ولكن قبل ذلك نود أن نذكر رأي الطبري نفسه في بعض تلك الروايات ثم رأي الحافظ ابن كثير رحمه الله فيها:
قال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى بعد أن ذكر روايات عدة في أسباب إخراج آدم - عليه السلام - (وهي أسباب محتملة). قال الطبري:
ولا يدرك علم ذلك إلا بخبر تقوم به الحجة، ولا خبر في ذلك كذلك والاختلاف في أمره على ما حكيناه ورويناه (تأريخ الطبري ١/ ٨٨).
قلنا: وأما الحافظ ابن كثير وهو مؤرخ ومحدث ومفسر فقد ذكر روايات عدة (من روايات الطبري وغيره) تذكر أن إبليس كان صاحب عبادة وأنه كان رئيس الملائكة في السماء الدنيا، أو أنه كان خازنًا من خزنة الجنة وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا ... إلخ.
ثم عقب الحافظ ابن كثير رحمه الله قائلًا:
وقد روي في هذا آثار كثيرة عن السلف وغالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها ما يقطع بكذبه لمخالفته الحق الذي بأيدينا، وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان وقد وضع فيها أشياء كثيرة وليس لهم (يعني لأهل الكتاب) من الحفاظ المتقنين الذي ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين، كما لهذه الأمة من الأئمة العلماء والسادة الأتقياء البررة النجباء. ومن الجهابذة النقاد والحفاظ الجياد الذين دوَّنوا الحديث وحرّروه وبينوا صحيحه من حسنه ومن ضعيفه، ومن منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه.
وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين وغير ذلك من أصناف الرجال، كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي خاتم الرسل وسيد البشرية عليه أفضل التحيات والصلوات والتسليمات أن ينسب إليه كذب أو يحدث عنه بما ليس منه. فرضي الله عنهم وأرضاهم (تفسير القرآن العظيم ٢١٧١). =

<<  <  ج: ص:  >  >>