للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الخبر عن سبب ولاية نصر بن سيَّار خُراسان

ذكر عليّ بن محمد عن شيوخه أنّ وفاة أسد بن عبد الله لما انتهت إلي هشام بن عبد الملك اشتشار أصحابَه في رجل يصلح لخُراسان؛ فأشاروا عليه بأقوام، وكتبوا له أسماءَهم؛ فكان ممن كتِب له عثمان بن عبد الله بن الشِّخَير ويحيي بن حضين بن المنذر الرقاشيّ ونصر بن سيار الليثيّ وقَطن بن قتيبة بن مسلم والمجشّر بن مزاحم السُّلميّ أحد بني حَرام؛ فأما عثمان بن عبد الله بن الشِّخِّير، فقيل له: إنه صاحب شراب، وقيل له: المجشّر شيخ هِمّ، وقيل له: ابن حُصين رجل فيه تيه وَعَظمة، وقيل له: قطن بن قتيبة موتور؛ فاختار نصر بن سيّار، فقيل له: ليست له بها عشيرة، فقال هشام: أنا عشيرته، فولّاه وبعث بعهده مع عبد الكريم بن سلِيط بن عقبة الهِفانِيّ؛ هفان بن عدِيّ بن حنيفة، فأقبل عبد الكريم بعهده، ومعه أبو المهند كاتبه مولي بني حَنيفة، فلما قدم سَرَخْس ولا يعلم به أحد، وعلي سَرَخسْ حفص بن عمر بن عبَّاد التيميّ أخو تميم بن عمر، فأخبره أبو المهند، فوجّه حفص رسولًا، فحمله إلي نصر، ونفذ ابن سليط إلي مَرْو، فأخبر أبو المهند الكرمانيّ، فوجّه الكرمانيّ نصر بن حبيب بن بحر بن ماسك بن عمر الكرمانيّ إلي نصر بن سيار، فسبق رسول حفص إلي نصر بن سيار؛ فكان أوّل مَنْ سلم علمه بالإمْرة، فقال له نصر: لعلك شاعر مكّار! فدفع إليه الكتاب. وكان جعفر بن حنظلة ولّي عمرو بن مسلم مَرْو، وعزل الكِرمانيّ وولّي منصور بن عمر أبرشهر، وولّي نصر بن سيار بخاري، فقال جعفر بن حنظلة: دعوتُ نصرًا قبل أن يأتيَه عهده بأيام؛ فعرضتُ عليه أن أولّيَه بخاري، فشاور البختريّ بن مجاهد، فقال له البختريّ، وهو مولي بني شيبان: لا تقبلها، قال: ولمَ؟ قال: لأنك شيخ مُضَر بخُراسان؛ فكأنك بعهدك قد جاء علي خُراسان كلها؛ فلما أتاه عهده بعث إلي البختريّ فقال البختري لأصحابه: قد ولي نصر بن سيار خُراسان؛ فلما أتاه سلم عليه بالإِمْرة، فقال له: أنَّي علمت؟ قال: لما بعثتَ إليّ، وكنتَ قبل ذلك تأتيني، علمتُ أنك قد وليت.

قال: وقد قيل إنّ هشامًا قال لعبد الكريم حين أتاه خبرُ أسد بن عبد الله بموته، مَنْ تري أن نولّيَ خراسان، فقد بلغني أنّ لك بها، وبأهلها علمًا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>