للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ست وخمسين ومائة ذكر الخبر عن الأحداث التي كانت فيها]

* * *

[[ذكر الخبر عن مقتل عمرو بن شداد]]

فمن ذلك ما كان من ظَفَر الهيثم بن معاوية عامل أبي جعفر على البَصْرة بعمرو بن شدّاد عامل إبراهيم بن عبد الله على فارس، فقتِل بالبصرة وصُلِب (١).

* ذكر الخبر عن سبب الظّفَر به:

ذكر عمر أن محمَّد بن معروف حدّثه، قال: أخبرني أبي، قال: ضرب عمرو بن شدّاد خادمًا له، فأتى عاملَ البصرة - إمَّا ابن دعْلج، وإما الهيثم بن معاوية - فدله عليه، فأخذه فقتله وصلبه في المربد في موضع دار إسحاق بن سليمان وكان عمرو مولى لبني جمع فقال بعضهم: ظفر به الهيثم بن معاوية وخرج يريد مدينة السَّلام، فنزل بقصر له على شاطئ نهر يعرف بنهر معقل، فأقبل بريد من عند أبي جعفر، ومعه كتاب إلى الهيثم بن معاوية بدفع عمرو بن شداد إليه، فدفعه الهيثم إليه، فأقدمه البصرة، ثم أتى به ناحية الرّحبة، فخلا به يسائله، فلم يظفر منه بشيء يحبّ علمَه، فقطع يديْه ورجليه، وضرب عنقه وصلَبه في مِرْبد البصرة (٢).

وفيها تُوُفِّيَ الهيثم بن معاوية بعد ما عزل عن البصرة فجأة بمدينة السَّلام، وهو على بطن جارية له، فصلَّى عليه المنصور، ودفن في مقابر بني هاشم.

[ثم دخلت سنة سبع وخمسين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

وفيها عرض المنصور جندَه في السلاح والخيل على عينه في مجلس اتَّخذه


(١) انظر: المنتظم لابن الجوزي (٨/ ١٨٧).
(٢) أما عمر فهو ابن شيبة، وأمَّا شيخه فلم نجد له ترجمة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>