للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسحاق بن أبي عبّاد؛ قال: حدَّثنا محمد بن مسلم الطائفيّ، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس، قال: كان التأريخ في السنَة التي قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، فذكر مثله (١). (٢: ٣٩٠).

٦٣ - حدَّثنا ابن حُمَيد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، عن الزهريّ، قال: قدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة يوم الإثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلتْ من شهر ربيع الأول.

قال أبو جعفر: فإذا كان الأمرُ في تأريخ المسلمين كالذي وصفت، فإنّه وإن كان من الهجرة، فإنّ ابتداءهم إياه قبل مقدَم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة بشهرين وأيام؛ هي اثنا عشر؛ وذلك أنّ أوّل السنة المحرّم، وكان قدومُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة، بعد مُضِيّ ما ذكرت من السنة، ولم يؤرّخ التأريخ من وقت قدومه، بل من أول تلك السنة (٢). (٢: ٣٩٣).

[ذكر ما كان من الأمور المذكورة في أول سنة من الهجرة]

٦٤ - قال أبو جعفر: قد مضَى ذكرُنا وقْت مقدَم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وموضعه


(١) إسناده صحيح وهو حديث صحيح كما تقدم.
تعليق على الأحاديث (٨٤ - ٩١).
لقد ذكر ابن حجر بعضًا من هذه الروايات في الفتح ثم قال: واستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر وعثمان وعلي (الفتح ٧/ ٢٦٩).
وقال ابن كثير: اتفق الصحابة -رضي الله عنهم- في سنة ست عشرة ولَيل سبع عشرة أو ثماني عشرة في الدولة العمرية على جعل ابتداء التأريخّ الإسلامي من سنة الهجرة (البداية والنهاية ٣/ ٢٠٤).
وقال ابن كثير كذلك: وقد ذكرنا هذا الفصل محررًا بأسانيده وطرقه في السيرة العمرية ولله الحمد، والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي سنة الهجرة وجعلوا أولها من المحرم فيما اشتهر عنهم وهو قول جمهور الأئمة (البداية والنهاية ٣/ ٢٠٥).
(٢) إسناده ضعيف وهو حديث صحيح، سبق أن ذكرنا أن الطبراني أخرجه في الكبير (١٧/ ١٧٢).
ووثق الهيثمي رجاله (المجمع ٦/ ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>