للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ظهور عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر]

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة دعا إلى نفسه عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالكوفة، وحارب بها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مَرْوان، فهزمه عبدُ الله بن عمر، فلحق بالجبال فغلب عليها.

[ذكر الخبر عن سبب خروج عبد الله ودعائه الناس إلى نفسه]

وكان إظهار عبد الله بن معاوية الخلاف على عبد الله بن عمر ونصبِه الحرب له - فيما ذكر هشام عن أبي مخنف - في المحرَّم سنة سبع وعشرين ومئة. وكان سبب خروجه عليه - فيما حدثني أحمد، عن عليّ بن محمد، عن عاصم بن حفص التميميّ وغيره من أهل العلم - أنّ عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر قدم الكوفة زائرًا لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز، يلتمس صلته، لا يريد خروجًا، فتزوَّج ابنة حاتم بن الشرقيّ بن عبد المؤمن بن شَبَث بن رِبْعيّ، فلما وقعت العصبيَّة قال له أهل الكوفة: ادعُ إلى نفسِك، فبنو هاشم أولى بالأمر من بني مَرْوان، فدعا سرًّا بالكوفة وابن عمر بالحيرة، وبايعه ابن ضَمْرة الخُزاعيّ، فدسّ إليه ابن عمر فأرضاه، فأرسل إليه: إذا نحن التقينا بالناسِ انهزمتُ بهم. وبلغ ابن معاوية، فلما التقى الناس قال ابن معاوية: إنّ ابن ضمْرة قد غَدَر، ووعد ابن عمر أن ينهزم بالناس؛ فلا يهولنكم انهزامه، فإنه عن غَدْر يفعل. فلما التقوْا انهزم ابن ضَمْرة، وانهزم الناس، فلم يبق معه أحد، فقال:

تَفرَّقَتِ الظباءُ على خِداشٍ ... فما يَدْرِي خداش ما يَصِيُد

فرجع ابنُ معاوية إلى الكوفة، وكانوا التقوْا ما بين الحيرة والكوفة، ثم خرج إلى المدائن فبايعوه، وأتاه قوم من أهل الكوفة، فخرج فغلب على حلْوان والجبال (١).


(١) لقد ذكر الطبري خبر ظهور عبد الله بن معاوية بن جعفر هذا عن طريق شيخه الثقة أحمد عن شيخه الصدوق المدائني عن الأخباري عاصم بن حفص وهو النسابة أبو يقظان وقد مرّت ترجمته ويؤيده ما أخرجه خليفة عن شيخه إسماعيل بن إبراهيم فقد قال خليفة: خبر بيعة عبد الله بن معاوية بالكوفة وفيها وهي سنة سبع وعشرين ومئة بايع أهل الكوفة عبد الله بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>