للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عامله على المدينة فيها أخوه عبيد الله بن الزبير، وعلى الكوفة عبد الله بن يزيد الخطميّ، وعلى قضائها سعيد بن نِمرْان.

وأبَى شُرَيح أن يقضي فيها، وقال فيما ذكر عنه: أنا لا أقضي في الفتنة. وعلى البصرة عمر بن عبيد الله بن مَعمَر التيمي، وعلى قضائها هشامُ بن هُبيرة، وعلى خُراسان عبد الله بن خازم (١). [٥: ٥٨٢].


(١) كذلك قال خليفة: [البصرة هشام بن هبيرة الليثي واعتزل شريح فاستقضى مصعب على الكوفة سعيد بن نمران الهمداني] [تاريخ خليفة (٢٦٦)].

خلاصة ما جرى بين جيش الشام والضحاك بن قيس الأمير من قِبَل عبد الله بن الزبير على دمشق
قلنا: لقد دأبنا على المقارنة بين روايات الطبري وغيره وحاولنا جهدنا أن نذكر الروايات الصحيحة عند غيره كخليفة وابن سعد والبلاذري وغيرهم، والرواية التالية التي سنذكرها تبين أن أوضاع الناس بالشام لم تكن بأحسن منها في العراق (بعد موت يزيد بن معاوية) وسنذكر الرواية ثم نناقش السند والمتن إن شاء الله.
أخرج ابن سعد: أنا المدائني، عن خالد بن يزيد، عن أبيه.
وعن مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد، وغير واحد: أن معاوية بن يزيد لمَّا مات دعا النعمان بن بشر بحمص إلى ابن الزبير، ودعا زفر بن الحارث أمير قنسرين إلى ابن الزبير، ودعا الضحاك بدمشق إلى ابن الزبير سرًّا لمكان بني أمية وبني كلب، وبلغ حسان بن مالك بن بحدل وهو بفلسطين، وكان هواه في خالد بن يزيد، فكتب إلى الضحاك كتابًا يعظم فيه حق بني أمية ويذم ابن الزبير، وقال للرسول: إن قرأ الكتاب، وإلَّا فاقرأه أنت على الناس، وكتب إلى بني أمية يعلمهم فلم يقرأ الضحاك كتابه، فكان في ذلك اختلاف، فسكنهم خالد بن يزيد، ودخل الضحاك الدار، فمكثوا أيامًا، ثم خرج الضحاك فصلى بالناس، وذكر يزيد فشتمه، فقام إليه رجل من كلب فضربه بعصًا، فاقتتل الناس بالسيوف، ودخل الضحاك داره، وافترق الناس ثلاث فرق، فرقة زبيرية، وفرقة بحدلية هواهم في بني أمية، وفرقة لا يبالون، وأرادوا أن يبايعوا الوليد بن عقبة بن أبي سفيان، فأبى وهلك تلك الليالي، فأرسل الضحاك إلى مروان، فأتاه هو وعمرو بن سعيد الأشدق، وخالد وعبد الله ابنا يزيد، فاعتذر إليهم وقال: اكتبوا إلى حسان حتى ينزل الجابية ونسير إليه، ونستخلف أحدكم، فكتبوا إلى حسان، فأتى الجابية، وخرج الضحاك وبنو أمية يريدون الجابية، فلما استقلت الرايات موجهة قال معن بن ثور ومن معه من أشراف قيس للضحاك: دعوتنا إلى بيعة رجل أحزم الناس وأيًا وفضلًا وبأسًا، فلما أجبناك خرجت إلى هذا الأعرابي تبايع لابن أخيه؟ قال: فما العمل؟ قالوا: تصرف الرايات، وتنزل فتظهر البيعة =

<<  <  ج: ص:  >  >>