للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمسَى يَعتريه مِنَ الـ ... ـبَعوضِ ممنَّعًا بلَدُهْ

فلا تَتَمَنَّني وتَمنَّ ... غَيريَ لَيّنًا كَتَدُهْ

وبَوِّئنِي له وَطَنًا ... كَثِيرًا حوْلَه عَدَدُهْ

قال: فأقام عمرو بن معد يكرب في قومه من بني زُبَيد؛ وعليهم فَرْوة بن مُسَيك المُراديّ، فلما توفيّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ارتدّ عمرو فقال حين ارتدّ:

وَجَدْنا مُلْكَ فَرْوَةَ شَرَّ مُلْكٍ ... حِمَارًا سَافَ مُنْخرُه بِقَذْرِ

وكنْتَ إذا رَأَيتَ أبا عُمَيرٍ ... ترَى الحُوَلاءَ مِنْ خُبْثٍ وغَدْرِ (١)

(٣: ١٣٢/ ١٣٣ / ١٣٤).

* * *

قدوم فَرْوَة بن مسيك المراديّ

٣٨٢ - وقد كان قدم على رسول الله في هذه السنة -أعني: سنة عشر- قبل قدوم عمرو بن معد يكرب، فرْوَةُ بن مُسَيك المُراديّ مفارقًا لملوك كِندة. فحدثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: قدِم فَرْوة بن مُسيك المراديّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفارقًا لملوك كِنْدَة، ومعاندًا لهم؛ وقد كان قبَيلَ الإسلام بين مُراد وهَمْدان وقعة أصابت فيها هَمْدان من مُرَاد ما أرادوا؛ حتى أثخنوهم في يوم كان يقال له: الرَّزْم؛ وكان الذي قاد هَمْدان إلى مُراد الأجدع بن مالك، ففضحهم يومئذ، وفي ذلك يقول فَرْوة بن مُسَيك:

فَإنْ نَغْلِبْ فغلَّابونَ قِدْمًا ... وإن نُهْزَمْ فغَيرُ مُهَزَّمِينا

وإنْ نُقْتَل فلا جُبْنٌ ولكن ... منايانا وطُعْمَةُ آخَرِينا

كَذَاك الدَّهْر دولته سِجَالٌ ... تكرُّ صُرُوفُه حينًا فحينا

فبَينَاهُ يُسَرُّ بِهِ وَيرضَى ... ولَو لُبِسَتْ غَضارَتهُ سِنِينَا

إذ انْقَلَبَتْ بِهِ كرَّاتُ دَهْرٍ ... فألفى للأولى غَبَطُوا طَحِينا

ومَنْ يُغْبَط برَيبِ الدَّهْرِ منهم ... يجِدْ رَيبَ الزّمَانِ لَه خَؤونا

فلَوْ خَلَدَ الملوكُ إذًا خَلَدْنا ... ولوْ بَقِيَ الكِرامُ إذًا بَقِينا


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>