للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عمار، وعلي رضي الله عنهما، ومن معهما رضي الله عنهم أجمعين وغفر الله لنا ولهم والحمد لله رب العالمين.

الأخبار الصحاح في قتال علي رضي الله عنه للخوارج ومسك الختام في ذلك
١ - أخرج البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قسمًا إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل فقال: "ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ ! قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل". فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: "فدعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه، وهو قدحه، فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد منه شيء قد سبق الفرث والدم. آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة سن الناس". قال أبو سعيد؟ فاشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن عليًّا بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس وأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نعته) فتح الباري (٦/ ٧١٥، ١٣/ ٤٢٦). وأخرج البخاري عن أبي سلمة وعطاء بن يسار: أنهما أتيا أبا سعيد فسألاه عن الحرورية أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا أدري ما الحرورية. سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يخرج في هذه الأمة - ولم يتعل: منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم". (فتح الباري ١٢/ ٢٩٥).
وهذا من الإعجاز الذي أوتيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ناحيتين، الأولى أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن أوصافهم (الخوارج) والثانية: أخبر عن زمن ظهورهم (على حين فرقة من الناس).
٢ - وأما سبب ظهور فرقة الخوارج وشقهم لجيش علي رضي الله عنه فهو جهلهم بحقائق الأمور ومعاني الآيات القرآنية وضحالة فقههم وإدراكهم لمقاصد الشرع وأصول الدين.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٣٢٧) عن كثير بن نمير قال: بينا أنا في الجمعة وعلي بن أبي طالب على المنبر إذ جاء رجل فقال: لا حكم إلا لله ثم قام آخر فقال: لا حكم إلا لله ثم قاموا من نواحي المسجد يحكمون الله، فأشار عليهم بيده: اجلسوا نعم لا حكم إلا لله، كلمة حق يُبتغى بها باطل، حكم الله ينتظر فيكم، الآن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا، لن نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، ولا نمنعكم فيئًا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا، ثم أخذ في خطبته. وإسناده حسن والحديث أخرجه الطبري (٥/ ٧٣) من طريق أبي مخنف.
٣ - أخرج الطبري (٥/ ٧٣) عن أبي رزين قال: لما وقع التحكيم ورجع علي من صفين؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>