للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= رجعوا مباينين له، فلما انتهوا إلى النهر أقاموا به، فدخل علي في الناس الكوفة، ونزلوا بحروراء، فبعث إليهم عبد الله بن عباس، فرجع ولم يصنع شيئًا، فخرج إليهم عليّ فكلمهم حتى وقع الرضا بينه وبينهم، فدخلوا الكوفة فأتاه رجل فقال: إن الناس قد تحدثوا أنك رجعت لهم عن كفرك، فخطب الناس في صلاة الظهر، فذكر أمرهم فعابه، فوثبوا من نواحي المسجد يقولون: لا حكم إلّا لله، واستقبله رجل منهم واضع إصبعيه في أذنيه فقال: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} فقال علي: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} اهـ.
وإسناده حسن وأخرجه ابن أبي شيجة في مصنفه (١٥/ ٣١٣) ولفظه: (ولما وقع الرضا بالتحكيم ورجع علي إلى الكوفة اعتزلت الخوارج بحروراء ... الخبر).
٤ - وأخرج الطبري (٥/ ٨١) من طريق أيوب عن حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس كان من الخوارج ثم فارقهم قال: دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَعِرًا يجرّ رداءه، فقالوا: لم تُرَع؟ فقال: والله لقد ذعرتموني! قالوا: أأنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالوا: فهل سمعت من أبيك حديثًا يحدث به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي؟ قال: فإن أدركتم ذلك فكن يا عبد الله المقتول - قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال: (ولا تكن يا عبد الله القاتل) - قال: نعم، قال: فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه، فسال دمه كأنه شراك نعل، وبقروا بطن أم ولده عمّا في بطنها.
وأخرجه ابن أبي شيبة (١٥/ ٣٢٣) عن أبي مجلز وعن حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس (١٥/ ٣١٠) وصحح الحافظ إسناده في الفتح ونسبه كذلك إلى يعقوب بن سفيان (الفتح ١٢/ ٢٩٧).
٥ - أخرج الطبري (٥/ ٧٣) الخوارج، وابن أبي شيبة (١٥/ ٣١٢) عن أبي رزين قال: لما كانت الحكومة بصفين وباين الخوارج عليًّا رجعوا مباينين له وعلي في عسكره حتى دخل علي الكوفة مع الناس بعسكره، ومضوا هم إلى حروراء في عسكرهم، فبعث علي إليهم ابن عباس فكلمهم فلم يقع منهم موقعًا، فخرج علي إليهم فكلمهم حتى أجمعوا هم وعلي على الرضا. فرجعوا حتى دخلوا الكوفة على الرضا منه ومنهم، فأقاموا يومين أو نحوًا من ذلك قال: فدخل الأشعث بن قيس وكان يدخل على علي فقال: إن الناس يتحدثون أنك رجعت لهم عن كفرك، فلما أن كان الغد الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فخطب فذكرهم ومباينتهم الناس وأمرهم الذي فارقوه فيه، فعابهم وعاب أمرهم قال: فلما نزل علي عن المنبر تنادوا من نواحي المسجد لا حكم إلا لله فقال علي: حكم الله أنتظر فيكم، ثم قال بيده هكذا يسكتهم بالإشارة وهو على المنبر حتى أتى رجل منهم واضعًا أصبعيه في أذنيه وهو يقول: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وفي الطبري بزيادة [قال علي: {فَاصْبِرْ =

<<  <  ج: ص:  >  >>