للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذنبي، ولا أذكر ما تأخّر! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. يا عمرو، بايع فإنّ الإسلام يَجُبُّ ما قبله، وإنّ الهجرة تجبُّ ما قبلها. فبايعته ثم انصرفت (١). (٣: ٢٩/ ٣٠ / ٣١).

[[غزوة ذات السلاسل]]

٢٢٩ - وحدّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدّثني محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص إلي أرض بَلِيّ وعُذْرة، يستنفر الناس إلي الشأم؛ وذلك أنّ أمّ العاص بن وائل كانت امرأةً مِنْ بَلِيّ، فبعثه رسولُ الله إليهم يستألفهم بذلك؛ حتى إذا كان علي


(١) إسناد الطبري إلي ابن إسحاق ضعيف وأخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق هذا وراشد مولى بن أبي أوس ليس براشد بن جندل فالأول ثقة (ابن معين وابن حبان)، وأما حبيب بن أبي أوس فهو مقبول من الثانية والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٤٥٤) وأحمد في المسند (٤/ ١٩٨)، وجوّد الساعاتي إسناد ابن إسحاق. الفتح الرباني (٢١/ ١٣٦) وذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات (مجمع الزوائد ٩/ ٣٥١).
وأما مسلم فقد أخرج قصة إسلام عمرو بن العاص مختصرًا فقد أخرج من حديث ابن شماسة المهري قال: (حضرنا عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو في سياقة الموت فبكي طويلًا وحوَّل وجهه إلي الجدار فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا؟ أما بشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعدّ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إني قد كنت علي أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني ولا أحبّ إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو متّ علي تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتبت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك فبسط يمينه فقبضت يدي قال: ما لك يا عمرو؟ قال قلت: أردت أن أشترط قال: تشترط بماذا؟ قلت: أن يغفر لي. قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله، وما كان أحبَّ إليّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أجلّ في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالًا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو متّ علي تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فشنّوا علي التراب شنًا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وانظر ماذا أراجع به رسل ربي) صحيح مسلم (كتاب الإيمان / باب كون الإسلام يهدم ما قبله / ح ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>