للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قال مسلمة بن ثابت: خرج إبراهيم بن عبد الله أول ليلة من شهر رمضان وخرجنا معه فأتى مقبرة بني يشكر، وتوافت إليه جماعة كنت فيهم، ثم سار حين أصبح فأتى دار الإمارة وبها سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب واليًا، فسلَّم الدار من غير قتال.
فسمعت يسار بن عبد الله قال: حضرت يومئذ وأقبل جعفر ومحمد ابنا سليمان بن علي في مواليهما ومن انضم إليهما نحو من ثلاثة آلاف، فوجه إبراهيم الطهوي فلقيهما في سكة المربد حضرة مسجد الحرورية، فلم يلبث جعفر ومحمد أن انكشفا.
وسمعت أبا مروان قال: حضرتهم يومئذ وجعل أصحاب جعفر ومحمد ينضحونهم بالنبل.
قال: فنظرت إلى الطهوي وضع جبهته على قربوس سرجه وانتضى سيفه وشدّ على القوم؛ فضرب يد صاحب علمهم فأبانها وسقط العلم وانهزموا.
"وصلى إبراهيم بالناس يوم الفطر"، وأتاه نعي أخيه وهو على المنبر، ثم خرج إبراهيم من البصرة واستخلف ابنه الحسن بن إبراهيم حتى أتى باجميرا من سواد الكوفة، فلقيه عيسى بن موسى، فقتل إبراهيم في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومئة، وقتل معه بشير الرحال وجماعة كثيرة، وقد كان إبراهيم وجَّه المغيرة بن الفَزْع التميمي أحد بني كعب بن سعد بن تميم إلى الأهواز، فأخذها بعد قتال شديد، وجَّهَ إلى واسط فأخذها وتنازع سلمة بن عبد الحميد مولى بني راسب وسليمان بن مجاهد مولى بني ضبيعة، فغلب سليمان بن مجاهد وصلّى بالناس يوم الجمعة ولم يحضرها كبير أحد. [تأريخ خليفة / ٢٢٧].
وأخيرًا فهذه هي الرواية الأخيرة عند خليفة في الباب: حدثنا خليفة قال: حدثني أبي أن أباه أخبره أنه شهد الجمعة فلم يصل في المسجد تمام صف، ثم قدم جعفر بن سليمان بن علي، فصلّى بالناس يوم النحر، وأقام السري بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الحج للناس [٢٧٧].
وأما خليفة فغنيٌّ عن التعريف وأما أبوه فهو من رواة الحديث ترجم له ابن أبي حاتم وسكت عنه [الجرح والتعديل / ٣ / تر ١٨٥٣] وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٢٣١) وأما جد خليفة فقد وثقه ابن معين [الجرح / ١/ ٢ / ٣٧٨].

خلاصة القول في خبر خروج محمد (النفس الزكية) وأخيه (١٤٥ - ١٤٦ هـ)
هذه الفتنة نقطة تحوّل خطير قلما تنبّه لذلك المؤرخون -وللسيوطي لفتة جديرة بالتوقف =

<<  <  ج: ص:  >  >>