للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال مصعب لابنه عيسى بن مُصعَب: يا بُنيّ، اركَب أنتَ ومن معك إلى عمِّك بمكَّة فأخبره ما صنع أهلُ العراق، ودّعني فإني مقْتول.

فقال ابنهُ: واللهِ لا أخبر قريشًا عنك أبدًا، ولكن إن أردت ذلك فالحقْ بالبصرة فهم على الجماعة، أو الحَقْ بأمير المؤمنين، قال مصعب: واللهِ لا تتحدّث قريش أني فررت بما صنعتْ ربيعةُ من خذلانها حتى أدخُل الحرمَ مُنْهزِمًا، ولكن أقاتل، فإنْ قُتلت فلعَمْري ما السَّيف بعار، وما الفرار لي بعادة ولا خُلُق، ولكن إن أردت أن تَرجع فارجع فقاتلْ، فرجع فقَاتل حتَّى قتل. [٦: ١٥٨].

قال عليّ بن محمَّد عن يحيى بن سعيد بن أبي المُهاجر، عن أبيه إن عبد الملك أرسل إلى مصعب مع أخيه محمد بن مروان: إنّ ابن عمِّك يعطيك الأمان، فقال مصعب: إنّ مثلي لا ينصرف عن مثلِ هذا الموقف إلَّا غالبًا أو مغلوبًا. [٦: ١٥٨ - ١٥٩].

قال أبو جعفر: وقد قيل: إنّ ما ذكرتُ من مَقتَل مصعب والحرب الَّتي جرتْ بينه وبين عبد الملك كانت في سنة اثنتين وستين، وأن أمر خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ومصيره إلى البَصْرة من قِبَل عبد الملك كان في سنة إحدى وسبعين، وقُتِل مصعب في جُمَادَى الآخرة (١). [٦: ١٦٢].

[ذكر الخبر عن دخول عبد الملك بن مروان الكوفة]

وفي هذه السَّنة دخل عبدُ الملك بن مروان الكوفةَ وفرّق أعمال العراق والمصرَين الكوفة والبصرة على عُمَّاله في قول الواقِديّ؛ وأمَّا أبو الحسن فإنَّه ذكرَ أنّ ذلك في سنة اثنتين وسبعين.

وحدّثني عمرُ، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: قُتِل مصعب يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلتْ من جمادى الأولى أو الآخرة سنة اثنتين وسبعين (٢). [٦: ١٦٢].


(١) قلنا: ولقد أرخ خليفة لمقتل مصعب بسنة (٧٢ هـ) [تاريخ خليفة (٢٦٤)].
وأرخ ابن كثير لمقتله بسنة (٧١ هـ) ونسب ذلك إلى الجمهور. [البداية والنهاية (٧/ ١٢٤)].
(٢) لقد سبق أن تحدث الطبري عن تاريخ مقتله ونسب إلى الجمهور المؤرخين وعلماء التراجم والوفيات أنه قتل سنة (٧١ هـ) وانظر صحيح الطبري (٦/ ١٦٢)، والبداية والنهاية (٧/ ١٢٤). =

<<  <  ج: ص:  >  >>