فشخص، فغضب مُصعَب على ابن مَعمَر، وحلف ألّا يوليه، وأرسل إلى الجُفريّة فسبَّهم وأنّبهم (١). (٦/ ١٥٤).
حدّثني عمر، قال: حدَّثنا محمَّد بن سَلّام، عن عبد القاهر بن السَّريّ، قال: همَّ أهلُ العراق بالغَدْر بمُصعَب، فقال قيسُ بن الهيثم: ويحكم! لا تُدخلوا أهلَ الشأم عليكم، فوالله لئن تَطعَّموا بعيشكم لَيُصْفِينّ عليكم منازلَكم، والله لقد رأيتُ سيّدَ أهل الشأم على باب الخليفة يفرح إن أرسَلَه في حاجة، ولقد رأيتُنا في الصّوائف وأحدُنا على ألف بعير، وإنّ الرجل من وجوههمْ ليَغزُو على فرسه وزادهُ خَلْفَه.
قال: ولمَّا تدَانَى العسكران بدَير الجاثَليق من مَسْكنَ، تَقدّم إبراهيمُ بن الأشتر فحَمَل على محمَّد بن مَرْوان فأزاله عن موضعه، فوجَّه عبدُ الملك بن مروان عبدَ الله بن يزيد بن معاوية، فقرب من محمد بن مروان، والتقى القومُ فَقُتِل مُسلم بن عمرو الباهليّ، وقتِل يَحيَى بن مبشِّر، أحد بني ثعلبة بن يَرْبوع، وقتل إبراهيم بن الأشتر، فهرب عتَّاب بن وَرْقاء -وكان على الخيل مع مصعَب- فقال مصعب لقطنَ بن عبد الله الحارثيّ: أبا عثمان، قدّم خيلك، قال: ما أرى ذلك، قال: ولِمَ؟ قال: أكرَه أن تُقتَل مذْحجٌ في غير شيء، فقال لحجَّار بن أبجَر: أبا أسيد، قدّم رايتَك، قال: إلى هذه العَذرة! قال: ما تتأخَّر إليه والله أنتن وألأم؛ فقال لمحمَّد بن عبد الرّحمن بن سعيد بن قَيس مثل ذلك، فقال: ما أرَى أحدًا فَعَلَ ذلك فأفْعله. فقال مصعب: يا إبراهيم ولا إبراهيمَ ليَ اليوم! [٦: ١٥٧ - ١٥٨].
حدّثني أبو زيد، قال: حدّثني محمَّد بن سلام، قال: أخبِر ابنُ خازم بمسير مُصعب إلى عبد الملك، فقال: أمَعَه عمر بن عُبيد الله بن معمر؟ قيل: لا، استَعمله على فارس، قال: أفمعَه المهلَّبِ بن أبي صفرة؟ قيل: لا، استعمله على الموصل، قال: أفمعَه عبَّاد بن الحُصين؟ قيل: لا، استخلفه على البصرة، فقال: وأنا بخُراسان!