للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخوارجَ؛ والسلام (١). (٦/ ٢١٠ - ٢١١).

نفي المهلَّب وابن مخنف الأَزارقة عن رامهرمز

وفي هذه السنة نفى المهلّب وابنُ مخنَف الأزارقةَ عن رامَهُرْمُز.

* ذكر الخبر عن ذلك وما كان من أمرهم في هذه السنة:

ذكر هشام عن أبي مخنف، عن أبي زهير العبسيّ، قال: ناهض المهلب وابنُ مخنف الأزارقة برَامَهُرْمز بكتاب الحجّاج إليهما لعشر بقين من شعبان يومَ الإثنين سنة خمس وسبعين، فأجلوهم عن رامَهُرمُز من غير قتال شديد، ولكنهم زَحفوا إليهم حتى أزالوهم، وخرج القوم كأنهم على حامية، حتى نزلوا سابُورَ بأرض منها يقال لها كازَرُون، وسار المهلب وعبدُ الرحمن بنُ مخنَف حتى نزلوا بهم في أول رمضانَ، فخندقَ المهلب عليه، فذكر أهلُ البصرة أنّ المهلب قال لعبد الرحمن بن مخنف: إنْ رأيتَ أن تُخندق عليك فافعَلْ؛ وإنْ أصحاب عبد الرحمن أبَوْا عليه وقالوا: إنما خندقُنا سُيوفنا، وإن الخوارج زحفوا إلى المهلب ليلَّا لَيُبيِّتوه، فوجدوه قد أخذ حذْره، فمالُوا نحوَ عبد الرحمن بن مخنف فوجدوه لم يخندق، فقاتلوه، فانهزم عنه أصحابُه، فنزل فقاتل في أناس من أصحابه فقُتِل، وقتِلوا حوله، فقال شاعرهم:

لمن العَسْكَرُ المكلَّلُ بالصَّرْ ... عى فَهُمْ بين ميّتٍ وقَتِيلِ

فتَرَاهُم تَسْفِي الرياحُ عليهمْ ... حاصِبَ الرَّمْل بَعْدَ جَرِّ الدُّيولِ

وأما أهل الكوفة فإنهم ذكروا أنّ كتاب الحجاج بن يوسف أتى المهلب وعبد الرحمن بن مخنف: أنْ ناهِضَا الخوارجَ حين يأتيكما كتابي، فناهضاهم يومَ الأربعاء لعشر بقِين من رمضانَ سنة خمس وسبعين واقتَتَلوا قتالًا شديدًا لم يكن بينهم فيما مضى قتالٌ كان أشدَّ منه، وذلك بعد الظهر، فمالت الخوارجُ بحدّها على المهلب بن أبي صُفرة فاضطروه إلى عَسْكره، فسرّح إلى عبد الرحمن رجالًا من صلحاء الناس، فأتَوْه، فقالوا: إنّ المهلب يقول لك: إنما عدوُّنا واحد، وقد ترَى ما قد لقي المسلمون، فأمِدَّ إخوانك يرحمك الله، فأخذ يُمِدّه بالخيل


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>