للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة ولي الخلافة بعد موت هشام بن عبد الملك الوليدُ بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، وليَها يوم السبت في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومئة في قول هشام بن محمد الكلبيّ.

وأما محمد بن عمر فإنه قال: استُخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك يوم الأربعاء لست خلْون من شهر ربيع الآخر من شهر خمس وعشرين ومئة.

وقال في ذلك عليّ بن محمد مثل قول محمد بن عمر (١).

* * *


= جرحًا ومن ذكره ابن حبان في الثقات وقال: لم نعلم فيه جرحًا قبلنا روايته في التأريخ إذا لم يكن في متن خبره ما يتعلق بالعقيدة أو التشريع وليس فيه طعن في عدالة الصحابة ولا يخالف رواية من هو أوثق منه ولا نكارة فيه - وهذه الرواية تضاف إلى الروايات الأخرى التي تؤكد أن خالدًا استغلّ منصبه في العراق وصارت لديه ثروة كبيرة يوزعها على الناس دون ضابط مما دفع الخليفة هشام إلى عزله عن العراق وقد قطعنا على أنفسنا أن نبيّن حقيقة الواقعة التأريخية دون أن نختار ما يروق لنا ونترك ما لا يروق. والله الموفق.
(١) وكذلك قال خليفة أي أنه ولي الخلافة سنة (١٢٥) هـ في شهر ربيع الآخر [تأريخ خليفة ٢٣١] وانظر [تأريخ الإسلام / أحداث ووفيات سنة ١٢١ - ١٤٠ هـ / ص ١٢].

الخليفة هشام بن عبد الملك ١٠٥ هـ - ١٢٥ هـ "مناقبه ومثالبه"
مناقبه:
١ - كان هشام إداريًا حازمًا دقيقًا:
لقد ذكرنا في قسم الصحيح قبل قليل رواية الطبري المسندة الموصولة (ورجال إسناده بين ثقة وصدوق) يشهد فيها عمّ الخليفة العباسي (عبد الله بن علي) أنه فتّش دواوين خلفاء بني مروان فوجد دواوين هشام بن عبد الملك أصحّها وأصلحها للعامة والسلطاان سواءً بسواء - والرواية الثانية عن - غسان بن عبد الحميد: لم يكن أحدٌ من بني مروان أشد نظراص في أمر أصحابه ودواوينه ولا أشد مبالغة في الفحص عنهم من هشام.
٢ - السياسة المالية لهشام بن عبد الملك:
لقد عرف هشام رحمه الله تعالى بحرصه على المال العام فضبط موارد ومخارج بيت المال- ولقد ذكرنا الرواية في قسم الصحيح وفيها يقول هشام: وأما ما ترون من جمعي هذا المال وصونه فإنه لكم، وسنذكر هنا ما يؤيد هذا المفهوم فقد أخرج ابن عساكر عن أبي عمير بن النحاس (ثقة) حدثني أبي قال: كان لا يدخل بيت مال هشام مال حتى يشهد أربعون قسامة لقد أخذ من حقه ولقد أعطي لكل ذي حق حقه [مختصر تأريخ دمشق ٩٩/ ٢٧ وتأريخ =

<<  <  ج: ص:  >  >>