تعليقنا على هذه الروايات جميعًا (روايات الطبري وابن عساكر وخليفة والبسوي) لم نورد هذه الروايات لتأكيد تفاصيل مقتله فحتى أبو أيوب الوزير (الذي روى عنه شيوخ المدائني تفاصيل مقتل أبي مسلم) لم يشهد ذلك المشهد بل روى الحادثة بصيغتين -ولكن الذي نستطيع قوله أن أبا مسلم كان داهية فاحتاج أبو جعفر المنصور إلى الصبر والمحاولة الواحدة تلو الأخرى لاستدراجه وأرسل الرسل والكتب والسفراء ثم استقبله بحفاوة وأكرمه حتى أوقعهُ في الشرك فكان أدهى من أبي مسلم والله تعالى أعلم. (١) اتفقت المصادر التأريخية المتقدمة الثلاث على خروج سنباذ سنة (١٣٧ هـ) إلا أنها لم تتفق على تفاصيل ذكرها الطبري فقال خليفة وفيها (١٣٧ هـ) استفزَّ سنباذ أهل الري فانتفضوا. قال أبو عبيدة: فبعث إليهم أبو جعفر محمد بن الأشعث فقتلهم وسبى ذراريهم ويقال: جمهور بن مرار العجلي [تأريخ خليفة / ٢٧٣]. ولقد سمى الطبري سنباذ هذا مجوسيًا بينما وصفه البسوي بالخارجي وذكر أنه خرج بنيسابور وسار إلى الري ثم قومس فبعث أبو جعفر جمهور بن مرار العجلي فغلبه وقتله [المعرفة والتأريح / ١/ ٦]. (٢) اتفق خليفة والطبري والبسوي على خروج ملبّد على أبي جعفر دون الاتفاق على تفاصيل ذكرها الطبري، والطبري والبسوي على أنه خرج سنة (١٣٧ هـ) بينما ذكر خليفة أن ذلك كان سنة (١٣٨ هـ) وهو قول الواقدي لذلك كما ذكر الطبري (٩/ ٤٩٦) - قال البسوي وفيها (١٣٧ هـ) خرج حرملة الشيباني بناحية الجزيرة [المعرفة ١/ ٦] وقال خليفة ضمن حديثه عن وقائع سنة (١٣٨ هـ). =