للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين]

[الخريت بن راشد وإظهاره الخلاف على علي]

وحجّ بالناس في هذه السنة قُثَم بن العبّاس من قِبَل عليّ - عليه السلام - حدّثني بذلك أحمد بن ثابت، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر. وكان قُثَم يومئذ عامِلَ عليّ على مكة، وكان على اليمن عبيد الله بن العباس، وعلى البصرة عبد الله بن العباس (١). (٥: ١٣٢).


= على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على بركة الله، فقال سلمة بن كهيل: فنزَّلني زيد بن وهب منزلًا حتى قال: مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعوا فوحَّشوا برماحهم، وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي رضي الله عنه: التمسوا فيهم المُخْدَج فالتمسوه، فلم يجدوه فقام علي رضي الله عنه بنفسه حتى أتى ناسًا قد قتل بعضهم على بعض قال: أخِّروهم. فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال: صدق الله وبلّغ رسوله قال: فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين اللهَ الذي لا إله إلا هو! لسمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو .. حتى استحلفه ثلاثًا وهو يحلف له.
١٠ - أخرج الطبري في تأريخه (٥/ ٩١ - ٩٢) بإسناد حسن عن أبي مريم: (أن شبث بن ربعي وابن الكواء خرجا من الكوفة إلى حروراء ... كان معلومًا أن الوقعة كانت بينه وبينهم في سنة ثمان وثلاثين) ا. هـ (٥/ ٩٢).
قلنا: وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٣٢٥) والله أعلم.
١١ - وأما عن حكم علي بن أبي طالب في الخوارج وطبيعة تعامله معهم في ضوء السياسة الشرعية: فقد مرّ بنا أنه رضي الله عنه عهد إليهم أن لا يمنعهم من المساجد ولا يمنعهم من الفيء إن هم شاركوا، ولا يبدؤهم بقتال حتى يسفكوا الدم ويفسدوا في الأرض. أما عن حكمه فيهم فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٣٣٢) عن طارق بن شهاب قال: كنت عند علي فسئل عن أهل (النهر) أهم مشركون؟ قال: من الشرك فروا. قيل: فمنافقون؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلّا قليلًا، قيل: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا. وإسناده حسن. والله تعالى أعلم.
(١) صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>