الشأمية، فصار إلى حصنَيْن، والمسكنين، فغنم المسلمون، وقفل، فلمّا رحل عن البَدَنْدون، خرج عليه بطريق سلوقيَة وبطريق قَذيْذيَة وبطريق قُرّة وكوكب وخَرْشنة، فأحدقوا بهم، فنزل المسلمون فعرقبوا دوابهم، وقاتلوا، فقُتلوا إلا خمسمئة أو ستمئة، وضعوا السياط في خواصر دوابّهم وخرجوا، فقتل الرّوم مَنْ قتلوا، وأسر عبد الله بن رشيد بعد ضرباتٍ أصابته، وحُمِل إلى لؤلؤة، ثم حمِل إلى الطاغية على البريد.
* * *
[ذكر خبر الوقعة بين محمد المولّد وقائد الزنج]
وفيها وُلِّيَ محمد المولّد واسطًا، فحاربه سليمان بن جامع، وهو عامل على ما يلي تلك الناحية من قِبَل قائد الزّنج، فهزمه وأخرجه عن واسط فدخلها.
* ذكر الخبر عن هذه الوقعة وسببها:
ذُكر: أنّ السبب في ذلك كان أنّ سليمان بن جامع الموجّه كان من قبل قائد الزّنج إلى ناحية الحوانيت والبطائح لمّا هزم جُعلان التركى عامل السلطان، وأوقع بأغرْتمِش، ففلَّ عسكره، وقتل خُشَيْشًا، ونهب ما كان معهم كتب إلى صاحبه قائد الزّنج يستأذنه في المصير إليه، ليحدث به عهدًا، ويصلح أمورًا من أمور منزله؛ فلمّا أنفذ الكتاب بذلك، أشار عليه أحمد بن مهديّ الجبائيُّ بتطرُّق عسكر البخاريّ، وهو يومئذ مقيم بَبردُودا، فقبل ذلك، وسار إلى بَرْدودا، فوافى موضعًا يقال له: أكرمهر؛ وذلك على خمسة فراسخ من عسكر تكين، فلما وافى ذلك الموضع، قال الجبائيّ لسليمان: إن الرأي أن تقيم أنت هاهنا، وأمضي أنا في السُّميريّات، فأجرّ القوم إليك، وأتعبهم فيأتوك وقد لغِبوا، فتنال حاجتَك منهم، ففعل سليمان ذلك، فعبّى خيله، ورجّالته في موضعه ذلك، ومضى أحمد بن مهديّ في السُّميريات مُسحرًا، فوافى عسكر تكين، فقاتله ساعة، وأعدّ تكين خيلَه ورجاله وتطارد الجُبائيّ له، وأنفذ غلامًا إلى سليمان، يعلمه أن أصحاب تكين واردون عليه بخيلهم، فلقي الرسول سليمان، وقد أقبل يقفو أثر الجُبَّائيّ لمّا أبطأ عليه خبره، فردّه إلى معسكره، ووافى رسول آخر للجبائيّ بمثل الخبر الأوّل، فلما رجع سليمان إلى عسكره، أنفذ ثعلب بن