[ذكر الخبر عما كان من أمر عبيد الله بن زياد وأمر أهل البصرة معه بها بعد موت يزيد]
حدّثني عمر، قال زهير: قال: حدثنا وهب، قال: وحدّثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سُمَير: أنّ شقيق بن ثور، ومالك بن مِسْمع، وحضين بن المنذر أتوا عبيد الله ليلًا وهو في دار الإمارة، فبلغ ذلك رجلًا من الحيّ من بني سَدُوس؛ قال: فانطلقتُ فلزمتُ دار الإمارة، فلبثوا معه حتى مضى عليه الليل، ثمّ خرجوا ومعهم بغلٌ موقَرٌ مالًا؛ قال: فأتيت حضينًا فقلت: مُرْ لي من هذا المال بشيء، فقال: عليك ببني عمّك، فأتيت شقيقًا فقلت: مُرْ لي من هذا المال بشيء - قال: وعلى المال مولىً له يقال له: أيّوب - فقال: يا أيوب! أعطِه مئة درهم؛ قلت: أما مئة درهم والله لا أقبلها، فسكت عني ساعةً، وسارَ هنَيْهة، فأقبلتُ عليه فقلتُ: مُرْ لي من هذا المال بشيء، فقال: يا أيّوب! أعطه مئتي درهم، قلت: لا أقبل والله مئتين، ثمَّ أمر بثلاثمئة ثمَّ أربعمئة، فلما انتهينا إلى الطُّفاوة قلت: مُرْ لي بشيء؛ قال: أرأيتَ إن لم أفعل ما أنت صانع؟ قلتُ: أنطلق والله حتى إذا توسَّطتُ دُورَ الحيّ وضعتُ إصبعيّ في أذنيَّ، ثمّ صرختُ بأعلى صوتي: يا معشر بكر بن وائل! هذا شقيق بن ثور، وحضَين بن المنذر، ومالك بن المسمع، قد انطلقوا إلى ابن زياد، فاختلفوا في دمائكم؛ قال: ما له فعَل الله به وفعل! ويلك أعطِه خمسمئة درهم؛ قال: فأخذتها ثمّ صبَّحت غاديًا على مالك - قال وهب: فلم أحفظ ما أمر له به مالك - قال: ثمّ رأيت حضَينًا فدخلت عليه، فقال: ما صنع ابن عمّك؟ فأخبرتُه وقلت: أعطني من هذا المال؛ فقال: إنَّا قد أخذْنا هذا المال ونجوْنا به، فلن نَخشَى من الناس شيئًا، فلم يعطِني شيئًا. (٥: ٥٠٥ - ٥٠٦).
قال أبو جعفر: وحدّثني أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنّى: أنّ يونس بن حبيب الجَرْميّ حدّثه، قال: لما قتَل عُبيدُ الله بنُ زياد الحسينَ بن عليّ عليه السلام وبني أبيه؛ بعث برؤوسهم إلى يزيدَ بن معاوية، فسُرّ بقَتْلهم أوّلًا، وحسُنَتْ بذلك
= ما أخذه عليه أنَّه لا يستحق أن يكون خليفة لربما لفسقه أو لغير ذلك وامتنع عن البيعة له، أما أن يقول له: طاغية فلا ولم يصح والله أعلم.