للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولاية مسلم بن سعيد على خراسان]

وفي هذه السنة ولّى عمرُ بن هبيرة مسلم بن سعيد بن أسلم بن زُرعة بن عمرو بن خُوَيلد الصّعق خراسان بعد ما عزل سعيد بن عمرو الحَرَشيّ عنها.

ذكر الخبر عن سبب توليته إياها:

ذكر عليّ بن محمد أنّ أبا الذيَّال وعليّ بن مجاهد وغيرهما حدّثوه، قالوا: لما قتل سعيد بن أسلم ضمّ الحجّاج ابنَه مسلم بن سعيد مع ولده، فتأدّب ونبُل، فلما قدم عديّ بن أرطاة أراد أن يولِّيَه، فشاور كاتبه، فقال: ولّه ولايةً خفيفة ثم ترفعه، فولّاه ولاية، فقام بها وضبطها وأحسن؛ فلما وقعت فتنة يزيد بن المهلب حمل تلك الأموال إلى الشام، فلما قدم عمر بن هبيرة أجمع على أن يولّيَه ولاية، فدعاه ولم يكن شاب بعد، فنظر فرأى شيبةً في لحيته، فكبّر (١).


= وانظر تأريخ الإسلام للذهبي حوادث ووفيات ١٠١ - ١٢٠ هـ ص ١٢ إذ قال ضمن حديثه عن وقائع سنة ١٠٤ هـ "وفيها كانت وقعة نهر الرّان فالتقى المسلمون والكفار وعلى المسلمين الجرّاح بن عبد الله الحكمي وعلى أولئك ابن الخاقان وذلك بقرب باب الأبواب ونصر الله الإسلام وركب المسلمون أقفية الترك قتلًا وأسرًا وسبيًا" وانظر البداية والنهاية [٧/ ١٨٤].
(١) ذكر الطبري هذه الرواية من طريق المدائني الصدوق بسندين أحدهما عن أبي الذيال وهو صدوق ولقد ذكرنا سابقًا أن الطبري اطلع على كتب المدائني ومروياته وحفظها عن طريق شيوخ ثقات كعمر بن شبة وغيره، ومن باب التساهل في قبول روايات التأريخ وبالشروط التي ذكرنا فقد بدأنا بقبول قول الطبري ذكر المدائني عن فلان عن فلان وذلك ابتداءً من تأريخ القرن الهجري الثاني أي بعد (١٠١) هـ والاحتمال الآخر قائم وهو أن الطبري اطلع على كتب ومرويات أخرى للمدائني من دون إجازة فيقول ذكر المدائني إذا ذكر الطبري الرواية عن المدائني معضلًا (أي من قوله) لم نقبله في الصحيح وإذا ذكره مسندًا موصولًا من طريق رواة ثقات قبلناه في الصحيح إن لم يخالف ما هو أصح منه وكذلك إذا كان مرويًّا مرسلًا ولكنه متعدد المخارج والله أعلم.
وما ذكره خليفة يوافق ما ذكره الطبري هنا ويؤيده. قال خليفة "خراسان: كان بها عبد الرحمن بن نعيم الغامدي فلما خلع .... إلى أن قال ثم عزله وولّى سعيد بن عمرو الحرشي سنة ثلاث ومئة ثم عزله وولّى مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي سنة أربع ومئة" تأريخ خليفة / ٢١٤ وانظر البداية والنهاية [٧/ ١٨٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>