انصرف وقد ملأ يديه حتى أتى الوليدَ. فانصرف الوليد وقد ظفِر وأصاب حاجته (١). (٤: ٢٤٦/ ٢٤٧).
[إجلاب الروم على المسلمين واستمداد المسلمين من بالكوفة]
وفي هذه السنة - في رواية أبي مَخْنف - جاشت الرُّوم، حتّى استمدّ من بالشأم من جيوش المسلمين من عثمان مددًا.
ذكر الخبر عن ذلك:
٦٧٣ - قال هشام: حدّثني أبو مخْنف، قال: حدّثني فروة بن لقيط الأزديّ، قال: لما أصاب الوليد حاجتَه من أرمينيَة في الغزوة التي ذكرتها في سنة أربع وعشرين من تاريخه، ودخل الموصل فنزل الحديثة، أتاه كتاب من عثمان - رضي الله عنه -:
أمّا بعد؛ فإنّ معاوية بن أبي سفيان كتب إليّ يخبرني: أنّ الروم قد أجلبت على المسلمين بجموع عظيمة، وقد رأيت أن يمدّهم إخوانهم من أهل الكوفة؛ فإذا أتاك كتابي هذا؛ فابعث رجلًا ممن ترضى نجدته وبأسه وشجاعته وإسلامه في ثمانية آلاف، أو تسعة آلاف، أو عشرة آلاف إليهم من المكان الذي يأتيك فيه رسولي؛ والسلام.
فقام الوليد في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد أيّها الناس! فإنّ الله قد أبلَى المسلمين في هذا الوجه بلاءً حسنًا؛ ردّ عليهم بلادهم التي كفرت، وفتَح بلادًا لم تكن افتُتِحت، وردّهم سالمين غانمين مأجورين، فالحمد لله رب العالمين. وقد كتب إليّ أمير المؤمنين يأمرني أن أندُب منكم ما بين العشرة الآلاف إلى الثمانية الآلاف، تُمدّون إخوانكم من أهل الشأم، فإنهم قد جاشت عليهم الرّوم؛ وفي ذلك الأجر العظيم، والفضْل المبين، فانتدبوا رحمكم الله مع سلمان بن ربيعة الباهليّ. قال: فانتدب الناس، فلم يمضِ ثالثة حتى خرج ثمانية آلاف رجل من أهل الكوفة، فمضوا حتى دخلوا مع أهل الشأم إلى أرض الرّوم؛ وعلى جند أهل الشأم حبيب بن مسلمة بن خالد الفهريّ،