عليه، وقال: ما على هذا اتّبعنا آل محمد، على أن نسفك الدماء، ونعمل بغير الحقّ، وتبعه على رأيه أكثرُ من ثلاثين ألفًا، فوجّه إليه أبو مسلم زياد بن صالح الخُزاعيّ فقاتله فقتله.
وفيها توجّه أبو داود خالد بن إبراهيم من الوَخْش إلى الخُتّل، فدخلها ولم يمتنع عليه حنَش بن السبل ملكها، وأتاه ناس من دهاقين الخُتّل، فتحصّنوا معه؛ وامتنع بعضهم في الدُّروب والشعاب والقلاع، فلما ألحّ أبو داود على حَنَش، خرج من الحصن ليلًا ومعه دهاقينه وشاكريّتُه حتى انتهوْا إلى أرض فَرْغانة، ثم خرج منها في أرض الترك، حتى وقع إلى ملك الصين؛ وأخذ أبو داود مَنْ ظفر به منهم، فجاوز بهم إلى بَلْخ، ثم بعث بهم إلى أبي مسلم.
وفيها قُتِل عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب؛ قتله سليمان الذي يقال له الأسود، بأمانٍ كتبه له.
وفيها وجّه صالح بن عليّ سعيدَ بن عبد الله لغزو الصّائفة؛ وراء الدروب، وفيها عزِل يحيى بن محمد عن الموصل، واستعمل مكانه إسماعيل بن عليّ. [٧/ ٤٥٩ - ٤٦٠].
[ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ومئة ذكر ما كان فيها من الأحداث]
[[ذكر خبر خلع بسام بن إبراهيم]]
ففيها خالف بسام بن إبراهيم بن بسام، وخَلَع، وكان من فُرسان أهلِ خراسان، وشخص - فيما ذكر - من عسكر أبي العباس أمير المؤمنين مع جماعة ممّن شايعه على ذلك من رأيه؛ مستسرِّين بخروجهم، ففحص عن أمرهم، وإلى أين صاروا، حتى وقف على مكانهم بالمدائن، فوجّه إليهم أبو العباس خازم بن خزيمة، فلما لقى بسامًا ناجزه القتال، فانهزم بسام وأصحابُه وقتل أكثرهم، واستبيح عسكره، ومضى خازم وأصحابه في طلبهم في أرض جوخى إلى أن بلغ ماه، وقتل كلّ مَن لحقه منهزمًا، أو ناصبه القتال، ثم انصرف من وجهه ذلك؛ فمرّ بذات المطامير - أو بقرية شبيهة بها - وبها من بني الحارث بن كعب من بني عبد المدان؛ وهم أخوال أبي العباس ذَنَبة فمرّ بهم وهم في مجلس لهم - وكانوا