للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستمدّه وهو بواسط مع ناس من وجوه أهل خراسان؛ يعظّم الأمر عليه، فحبس ابن هبيرة رسلَه، وكتب نَصر إلى مروان: إني وجَّهت إلى ابن هبيرة قومًا من وجوه أهل خُراسان ليعلموه أمرَ الناس من قِبَلنا، وسألته المدد فاحتبس رسلي ولم يمدّني بأحد؛ وإنما أنا بمنزلة من أخرج من بيته إلى حجرته، ثم أخرج من حجرته إلى داره، ثم أخرج من داره إلى فناء داره؛ فإن أدركه مَنْ يعينه فعسى أن يعود إلى داره وتبقى له، وإن أخرج من داره إلى الطريق فلا دار له ولا فِناء.

فكتب مَرْوان إلى ابن هبيرة يأمره أن يمدّ نصرًا، وكتب إلى نصر يعلمه ذلك، فكتب نصر إلى ابن هبيرة مع خالد مولى بني ليث يسأله أن يعجِّل إليه الجند، فإنّ أهل خُراسان قد كذبتُهم حتى ما رجل منهم يصدّق لي قولًا؛ فأمدّني بعشرة آلاف قبل أن تمدّني بمئة ألف، تم لا تغني شيئًا (١).

وحجّ في هذه السنة بالناس محمد بن عبد الملك بن مروان؛ كذلك حدثني أحمد بن ثابت، عمّن ذكره؛ عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر (٢) وكانت إليه مكة والمدينة والطائف.

وكان فيها العراق إلى يزيد بن عمر بن هبيرة.

وكان على قضاء الكوفة الحجّاج بن عاصم المحاربيّ، وكان على قضاء البصرة عبّاد بن منصور. وعلى خُراسان نصر بن سيار، والأمر بخراسان على ما ذكرت (٣).

[ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومئة ذكر ما كان فيها من الأحداث]

[ذكر خبر موت نصر بن سيار]

فممّا كان فيها من ذلك توجيه قحطبة ابنه الحسن إلى نصر وهو بقومِس. فذكر


(١) انظر تعليقنا على خبر محاربة قحطبة أهل نهاوند فيما بعد.
(٢) هكذا قال الطبري بينما قال خليفة وأقام الحج محمد بن عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي). وانظر [خليفة بن خياط ٤١٧ و ٤٣١].
ووافق ابن كثير ابن جرير الطبري فقال: قال أبو معشر وحجّ بالناس في هذه السنة محمد بن عبد الملك بن مروان وقد جعلت إليه إمرة المدينة ومكة والطائف [البداية والنهاية ٨/ ٢٩].
(٣) انظر قوائم الولاة في نهاية عهد مروان (سنة ١٣٢ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>