للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سبب نزول نصر قومس - فيما ذكر عليّ بن محمد - أن أبا الذيَّال حدّثه والحسن بن رشيد وأبا الحسن الجشميّ؛ أن أبا مسلم كتب مع المنهال بن فتّان إلى زياد بن زرارة القشيريّ بعهده على نيسابور بعدما قتل تميم بن نصر والنابي بن سويد العجليّ، وكتب إلى قحطبة يأمره أن يتبع نصرًا؛ فوجه قحطبة العكّيّ على مقدّمته. وسار قحطبة حتى نزل نيسابور، فأقام بها شهرين؛ شهري رمضان وشوال من سنة ثلاثين ومئة، ونصر نازل في قرية من قرى قومِس يقال لها بذش، ونزل مَن كان معه من قيس في قرية يقال لها الممد؛ وكتب نصر إلى ابن هبيرة


= ابن إسحاق قال: بعث مروان بن محمد بن مروان محمد بن عطية السعدي (سعد بن بكر) في أربعة آلاف من جنده عامتهم رابطة فشرطوا على مروان إذا قتلنا الأعور قفلنا لا سلطان لك علينا فأعطاهم ذلك فأقبل ابن عطية فلقي بلجًا بوادي القرى وقد سار يريد الشام فاقتتلوا فقتل بلج وعامة أصحابه ولم يزل يقتلهم حتى دخلوا المدينة ولحق نحو من ألف رجل منهم عليهم رجل منهم يقال له الصباح من همدان فتحصن في جبل من الجبال فقاتلهم فيه ثلاثة أيام ثم انحاز ليلًا في نحو من ثلاثمئة فترقى في الجبال حتى لحق بمكة ودخل ابن عطية المدينة ثم سار إلى مكة فلقي أبا حمزة بالأبطح ومع أبي حمزة خمسة عشر ألفًا ففرق عليه ابن عطية الخيل فأتته خيل من أسفل مكة وخيل من منى وأتى هو بنفسه من أعلى الثنية فاقتتلوا حتى كاد النهار أن ينتصف وخرجت الخيل إليهم ببطن الأبطح فألجؤوهم إلى عسكرهم وقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمون وقتلت معه امرأته وقتل أبو حمزة واستباح قال: فحدثني محمد بن معاوية عن بيهس أبي حبيب بن حبيب قال توجه قحطبة فلقي عامر بن ضبارة وداود فالتقوا بجابلق رستاق من أصبهان في رجب يوم السبت لسبع بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين ومئة فقتل عامر وانهزم داود فلحق بأبيه ولحق قحطبة بمن معه حتى حصر أهل نهاوند مع ابنه الحسن بن قحطبة [خليفة / ٤١٨] وقال خليفة أيضًا: وفي هذه السنة وهي سنة إحدى وثلاثين ومئة قتل عامر وكتب نصر بن سيار إلى مروان وابن هبيرة يستمدهما فلم يأته مدد حتى سار قحطبة فانحاز نصر فنزل الري ومرض ثم سار فمات بهمذان [تأريخ خليفة / ٤١٩].
ثم أخرج خليفة: وحدثني عمرو بن عبيدة قال حدثني قزعة مولى نصر بن سيار قال: مات نصر بساوة من أرض الري فدفناه وأجرينا الماء على قبره، قال قزعة لمّا حضرته الوفاة دعا بنيه فقال إياكم والمدن الحقوا بالشام فإن تكن لبني مروان مدة كنتم معهم وإن كان غير ذلك أصابكم ما أصابهم وأنشدني لنصر بن سيار حين أبطأ المدد:
أرى خلل الرماد وميض جمر ... خليق أن يكون له ضرام
فإن النار بالزندين تورى ... وإن الفعل يقدمه الكلام
أقول من التعجب ليت شعري ... أأيقاظ أمية أم نيام؟

<<  <  ج: ص:  >  >>