للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا معاوية! أما تسمع ما يقوله عبد الله! قال: وما يقول؟ فأخبره الخبر، فقال معاوية: إنك شيخ أخرق، ولا تزال تحدّث بالحديت وأنت تدحَض في بَوْلك! أوَ نحن قتلنا عمَّارًا! إنما قتل عمَّارًا مَنْ جاء به. فخرج الناس من فَساطيطهم، وأخبيتهم يقولون: إنما قتل عمَّارًا من جاء به، فلا أدري مَن كان أعجب؟ هو أو هم (١)! (٥: ٤٠/ ٤١).

١١٢٣ - قال أبو جعفر: وقد ذكر: أن عمارًا لما قتِل قال عليّ لربيعةٍ وهمْدان: أنتم درعي ورُمحي، فانتدب له نحو من اثني عشر ألفًا، وتقدّمهم عليٌّ على بغلته فحمل وحملوا معه حملةَ رجل واحد، فلم يبق لأهل الشأم صفّ إلّا انتقضى، وقتلوا كلَّ من انتهوا إليه، حتى بلغوا معاوية، وعليٌّ يقول:

أضْرِبُهُمْ ولا أرى معاويَهْ ... الجاحِظَ العَيْنِ العظيمَ الحاوِيَه

ثم نادى معاوية، فقال عليٌّ: علامَ يُقتَّل الناس بيننا! هلمّ أحاكمك إلى الله، فأيّنا قتل صاحبَه استقامت له الأمور، فقال له عمرو: أنصَفك الرجل، فقال معاوية: ما أنْصَفَ، وإنك نتعلم أنه لم يبارزْه رجل قطّ إلا قتله، قال له عمرو: وما يجمُل بك إلّا مبارزته، فقال معاوية: طمعت فيها بعدي (٢). (٥: ٤١/ ٤٢).

١١٢٤ - قال هشام، عن أبي مخنف: قال: حدّثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة عن سليمان الحضرميّ، قال: قلت لأبي عَمرة: ألا تواهم، ما أحسن هيئتَهم! يعني: أهل الشأم، ولا ترانا ما أقبح رعيَّتنا! فقال: عليك نفسَك فأصلِحها، وَدع الناسَ فإنَّ فيهم ما فيهم (٣). (٥: ٤٢).

خبر هاشم بن عُتْبة المرقال وذكر ليلة الهَرير

١١٢٥ - قال أبو مخنف: وحدّثني أبو سلمة: أنَّ هاشم بن عتبة الزُّهريّ دعا الناسَ عند المساء: ألا مَن كان يريدُ الله والدار الآخرة فإليّ! فأقبل إليه ناسٌ كثيرة، فشدّ في عصابة من أصحابه على أهل الشأم لمرارًا، فليس من وجه يحمل


(١) إسناده ضعيت.
(٢) ذكره الطبري بلا إسناد، وهو خبر منكر.
(٣) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>