للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثَّوريَّة من بني هلال. وأصاب جرير بن عبد الله يوم المُصَيَّخ من النَّمرِ عبدَ العزّى بن أبي رُهْم بن قِرْواش أخا أوس مناة من النَّمر، وكان معه ومع لَبيد بن جرير كتاب من أبي بكر بإسلامهما، وبلغ أبا بكر قول عبد العزّى؛ وقد سماه "عبد الله" ليلة الغارة، وقال:

*سبحانك اللهمّ ربَّ محمد*

فوداه وودى لبيدًا - وكانا أصيبا في المعركة - وقال: أما إنّ ذلك ليس عليَّ؛ إذ نازلا أهل الحرب؛ وأوصى بأولادهما، وكان عمر يعتدّ على خالد بقتلهما إلى قتل مالك - يعني: ابن نوَيْرة - فيقول أبو بكر: كذلك يلقَى مَن ساكَنَ أهل الحرب في ديارهم. وقال عبد العُزّى:

أقول إذ طَرَق الصباحُ بِغارةٍ ... سبحانك اللهمّ ربَّ محمد

سبحان رَبِّيَ لا إله غَيْرُه ... ربِّ البلاد ورت من يَتَوَرَّدُ (١)

(٣: ٣٧٩/ ٣٨٠/ ٣٨١).

١٦٤ - كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن عطية، عن عديّ بن حاتم، قال: أغرنا على أهل المُصَيَّخ، وإذا رجلٌ يُدعى باسمه حُرْقوص بن النعمان من النَّمِر، وإذا حوله بنوه، وامرأته، وبينهم جَفْنة من خَمْر؛ وهم عليها عكوف يقولون له: ومَن يشرب هذه الساعة وفي أعجاز الليل! فقال: اشربوا شُرْب ودَاع، فما أرى أن تشربوا خمرًا بعدها، هذا خالد بالعين، وجنوده بحُصَيد، وقد بلغه جمعُنا وليس بتاركنا؛ ثم قال:

ألا فاشربوا من قبل قاصمة الظّهْرِ ... بُعَيْدَ انْتِفاخ القومِ بالعكَر الدَّثْرِ

وقبلَ مَنايانا المُصيبَةِ بالقَدْرِ ... لحِينٍ لَعَمْري لا يزيدُ ولا يَحْرِي

فسبق إليه وهو في ذلك في بعض الخيل، فضرب رأسه، فإذا هو في جفنته، وأخذنا بناتِه، وقتلنا بنيه.

الثَّنِيّ والزُّمَيْل

وقد نزل ربيعة بن بُجَير التغلبيّ الثَّنيّ والبِشْر غضبًا لعقَّة، وواعد رُوزْبه،


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>