للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا عليك وأَصلُ الدينِ يَجمَعهمْ ... ما كان في الفرعِ لولا الجهلُ والمُوقُ (١)

وأقيم فيها الخلنجيّ للناس في جمادى الآخرة.

* * *

وفيها ولَّى ابن أكثم قضاء الشرقية حيّان بن بشر، وولَّى سَوّار بن عبد الله العنبريّ قضاء الجانب الغربيّ، وكلاهما أعور، فقال الجمّاز:

رأيتُ من الكبائرِ قاضِيَيْنِ ... هُما أَحدُوثةٌ في الخافقين

هما اقتَسَمَا العمَى نِصفَين قدَّا ... كما اقتسما قَضاءَ الجانبَيْنِ

وتَحسِبُ منهما مَن هزَّ رأْسًا ... ليَنظرَ؛ في مَواريثٍ ودَيْنِ

كأَنَّكَ قد وضَعْتَ عليه دنًّا ... فتحْتَ بُزَالَهُ من فَرْدِ عَيْنِ

هما فَأْلُ الزمانِ بهُلْكِ يحيى ... إِذِ افتَتَح القضاءَ بأَعْوَرَيْنِ

[[خبر إنزال جثة ابن نصر ودفعه إلى أوليائه]]

وفيها أمر المتوكل في يوم الفطر منها بإنزال جُثّة أحمد بن نصر بن مالك الخُزاعيّ، ودفعه إلى أوليائه (٢).


(١) وقال القاضي وكيع: وكان الواثق فيما أخبرني الحارث بن أبي أسامة قبل ذاك تغيّر لابن أبي دواد وذلك في سنة ثلاثين ومائتين ووقف أصحابه للناس في المدن فصحح عليهم الناس الخيانة والفجور بكل بلد. وأطلق الواثق بعض من كان في السجون ممن حبس ابن أبي دواد. إلخ وفي آخره: وفي سنة سبع وثلاثين أخذ المتوكل كل أمواله وردّه وابنه إلى بغداد فدخل بغداد في شعبان ثم توفي بعد ذلك [أخبار القضاة/ ٦٨١]: وخبر القاضي وكيع أقرب إلى الصحة من خبر الطبري فمسألة إحصاء أموال ابن أبي دواد بدقة وبهذه الأرقام يحتاج إلى شهود عدول تناقلوا الخبر حتى يصل إلى سمع الطبري بينما اكتفى القاضي وكيع بالقول في خبره نقلًا عن الحارث بن أبي أسامة.
بأن المتوكل أخذ كل أمواله والله تعالى أعلم.
(٢) هذا الخبر مشكوك في صحته وقد أورده الطبري بلا إسناد ولم يؤيده في ذلك مؤرخ متقدم ولا نظنه صحيحًا للأسباب التالية:
أولًا: الصولي وهو أخباري متقدم ثقة ومعاصر للطبري ولم يتحدث عن صلب جثة أحمد بن نصر هذا (فلم يؤيد خبر الطبري) بل تحدث عن أن الواثق أمر بنصب الرأس فنصب أيامًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>