ثانيًا: إن كانت الجثة قد علقت هذه الفترة الطويلة (من سنة ٢٣١ وحتى ٢٣٧) فلا بد لعدد غفير من الناس أن يشاهدوه ولا سيما أنه منصوب في دار الخلافة ومن بين هؤلاء عدد من الأئمة أو الرواة الثقات وكانت بغداد يومها مليئة بالأئمة والرواة الثقات ولم يروِ لنا. أحد منهم أنه رأى هذه الجثة طيلة هذه السنين (٣٣١ - ٣٣٧). ثالثًا: إن نصب جثة لهذه الفترة الطويلة وتعريضها للشمس والرياح وفي جوٍّ كجو العراق لا يبقى لهذه الجثة لحمًا ولا جلدًا. رابعًا: إن الواثق قد تاب في آخر عمره عن مسألة خلق القرآن فلم لم يأمر بإنزال الجثة بعد تبيّن خطأه؟ وقد تغيرت علاقته مع المعتزلي ابن أبي دواد (رأس الفتنة) كما أخرج القاضي وكيع قال وكان الواثق فيما أخبرني الحارث بن أبي أسامة قبل ذاك تغيّر لابن أبي دواد. وذلك في سنة ثلاثين ومائتين [أخبار القضاة/ ٦٨١] وللأسباب السابقة لا يصح هذا الخبر.