للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= لصحيح مسلم المسمى "إكمال المعلم" وهو يشرح قول عبد الله بن عمر وهو يصف عبد الله بن الزبير: "وصولًا للرحم" -: وهذا أصحُّ من قوْل من بخَّله [أي: وصفه بالبخل] ونسبه لذلك من أصحاب الأخبار لإمساكه مال الله عمن لا يستحق وقد عدَّه صاحب كتاب الأجواد فيهم وهو الذي يثبه أفعاله وشيمته. [إكمال المعلم (٧/ ٥٨٨ / ح ٢٥٤٥)].
فجزى الله القاضي عياض عن المسلمين خير الجزاء ووفقنا لإظهار عصمة الأنبياء وعدالة الصحابة بعيدًا عن التزوير والتشويه والتحريف.

مقتل الضحاك بن قيس وخسارة جيشه في مرج راهط
نقطة تحول لصالح مروان ومن بعده لعبد الملك.
قال الإمام الذهبي -رحمه الله- مُبْديًا رأيه في هذه المسألة: ثم قوي أمر مروان، وقُتل الضحاك، وبايعه أهل الشام، وسار في جيوشه إلى مصر فأخذها، واستعمل عليها ولده عبد العزيز، وعاجلته المنية، فقام بعده ابنه عبد الملك، فلم يزل حتى أخذ البلاد، ودانت له العباد. [تاريخ الإسلام (٣/ ٤٤٣)].
قلنا: ولم تدم فترة حكم مروان أكثر من أشهر وخلفه من بعده ابنه عبد الملك وقد استقر له الشام ومصر كما قال الفاكهي: ثم مات مروان فدعا عبد الملك إلى نفسه وقام فأجابه أهل الشام. [أخبار مكة (٢/ ٣٧٥)].
وقال المؤرخ خليفة بن خياط -رحمه الله-: ولما انقضت وقعة مرج راهط في أول السنة بايع أكثر أهل الشام لمروان فبقي تسعة أشهر ومات وعهد إلى ابنه عبد الملك. [تاريخ خليفة (٢٥٩)].

أسباب انحسار إمارة ابن الزبير وانتصار عبد الملك وجيش الشام بقيادة الحجاج
لقد ذكرنا رواية عروة بن الزبير كما أخرجها الطبراني وفيها تفاصيل محاصرة الحجاج لابن الزبير، وعروة خير شاهد، ودليل على تلك التفاصيل وذكرنا ما يؤيد تلك الرواية في وقتها فلا داعي للإعادة.
وسنتناول هنا الأسباب التي نراها عوامل لتقهقر خلافة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:
أولًا: إن استجابة الصحابة الممثلين لأهل الحل والعقد كان أفضل لو جعلها ابن الزبير رضي الله عنه شورى بينهم ولكنه لم يفعل رضي الله عنه بل دعى إلى نفسه بعد موت معاوية بن يزيد فبايعه الناس.
وسنذكر هنا رأي المؤرخ الكبير خليفة بن خياط -رحمه الله تعالى- قال ابن خياط: وإنما كان الزبير يدعو قبل ذلك إلى أن تكون شورى بين الأمة فلما كان بعد ثلاثة أشهر من وفاة يزيد بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>