للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وطلحة رضي الله عنهم إلى جانب طلب الإسراع بالقصاص من قتلة سيدنا عثمان رضي الله عنه.
وهناك رواية أخرى تؤكد القصد الإصلاحي لخروج الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم إلى البصرة، فقد أخرج الحاكم من طرق المستدرك (٣/ ٣٦٦) و (٣/ ٣٦٧) وأبو يعلى في مسنده (١/ ٣٢) حديثًا طويلًا يفيد: أن الزبير عزم على الرجوع والانحياز خارجًا فاعترضه ابنه عبد الله قائلًا: (ما لك؟ قال: ذكرني علي حديثًا سَمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإني راجع، وقال ابنه: وهل جئت للقتال؟ إنما جئت تصلح بين الناس ويصلح هذا الأمر).
وقال الذهبي: والحديث فيه نظر (٣/ ٣٦٦).
ولقد ذكر ابن كثير طرق هذه الرواية عند البيهقي وغيره وقال بعد ذلك: وعندي أن الحديث الذي أوردناه إن كان صحيحًا عنه فما رجعه سواه (البداية والنهاية ٧/ ٢٥٣) وأما الأستاذ خالد بن محمد الغيث فقد ذكر طرق الحديث وما فيها من علل وخلص إلى أن الحديث ضعيف الإسناد (استشهاد عثمان / ٢٠٢) والله تعالى أعلم.

حقيقة تأريخية لا يفهمها المستشرقون
بعد سردنا لهذه الأدلة الصحيحة الدامغة القاطعة نقول: إن المؤرخين الغربيين: لا يفهمون الجانب الروحي من التأريخ الإسلامي، وإذا فهموه؛ فهم في شك منه فهم لا يعرفون تفسيرًا للتأريخ إلّا من خلال المصالح الاقتصادية والعوامل المادية الأخرى، ولكنهم لا يدركون البعد المعنوي للتأريخ الإسلامي والذي يتجلّى حتى في أحلك الظروف وأقساها؛ فهذا هو طلحة يندم لأنه يسكت عن الذين ظلموا سيدنا عثمان وخرجوا عليه وألّبوا الناس عليه، فكان الزبير يحسّ في قرارة نفسه أنه مقصر في حق سيدنا عثمان فلم يدافع عنه كما كان يجب ولم يقف في طريق السبئية ومثيري الفتنة، فلما أن قتل المجرمون سيدنا عثمان حزّ في نفس الزبير ألمًا وحسرة فخرج يطالب بدمه وكان يتمنى أن ينال المتاعب والمشاق عسى أن تكون كفارة لقعوده وقصوره عن نصرة سيدنا عثمان بل كان يتمنى أن يُسفك دمه كما سُفك دم عثمان رضي الله عنهما عسى أن يكون بذلك قد كفر عن إثم القعود.
ولقد أخرج الحافظ أبو نعيم الأصفهاني من طريق محمد بن إسحاق السراج ثنا محمد بن الصباح أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: قال طلحة يوم الجمل: اللهم! إن كنا هادنًا في أمر عثمان رضي الله عنه وإنا لا نجد من الممانعة اللهم فخذ لعثمان مني حتى يرضى. (كتاب الإمامة ٣٢٧ / ح ١٣٤).
قلنا: وهؤلاء الرواة ثقات والله تعالى أعلم.
٤ - كانت السيدة عائشة رضي الله عنها والزبير وطلحة رضي الله عنهما ينوون الإصلاح بين الناس، وكان اعتقادهم الراجح أن الناس يستحون من منزلة أم المؤمنين فيهدؤون =

<<  <  ج: ص:  >  >>