للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم سار جرير نحو الجسر، فلقيَه مهران بن باذان - وكان من عظماء فارس - عند النُّخَيْلة، قد قطع إليه الجسر، فاقتتلا قتالًا شديدًا، وشدّ المنذر بن حسَّان بن ضرار الضَّبيّ على مِهران فطعَنه، فوقع عن دابَّته، فاقتحم عليه جرير فاحتزّ رأسَه، فاختصما في سَلَبه، ثم اصطلحا فيه، فأخذ جَرِير السِّلاح، وأخذ المنذر بن حسَّان منطقته.

قال: وحُدّثتُ أنّ مهران لمّا لقي جريرًا قال:

إن تسألوا عني فإني مِهْرانْ ... أنا لِمَنْ أنْكَرني ابنُ باذانْ

قال: فأنكرتُ ذلك حتى حدّثني من لا أتّهم من أهل العلم أنه كان عربيًّا نشأ مع أبيه باليمن إذ كان عاملًا لكسرى. قال: فلم أنكر ذلك حين بلغني.

وكتب المثنَّى إلى عمر يَمْحَل بجرير، فكتب عمر إلى المثنّى: إنّي لم أكن لأستعملك على رجل من أصحاب محمّد - صلى الله عليه وسلم - يعني: جريرًا - وقد وجّه عمر سعد بن أبي وقَّاص إلى العراق في ستة آلاف، أمّره عليهم؛ وكتب إلى المثنَّى وجرير بن عبد الله أن يجتمعا إلى سعد بن أبي وقَّاص، وأمَّر سعدًا عليهما؛ فسار سعد حتى نزل شَراف، وسار المثنَّى وجرير حتى نزلا عليه، فشتا بها سعد، واجتمع إليه الناس، ومات المثنَّى بن حارثة رحمه الله (١). (٣: ٤٧٠/ ٤٧١/ ٤٧٢).

[خبر الخنافس]

٢٢٤ - رجع الحديث إلى حديث سيف: كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم، قالوا: ومخر المثنَّى السَّواد وخلَّف بالحيرة بشيرَ بن الخصاصيَّة، وأرسل جريرًا إلى مَيْسان، وهلال بن عُلَّفة التَّيْميّ إلى دَسْت ميسان، وأذكى المسالح بعصمة بن فلان الضبيّ وبالكلَج الضّبي وبعرفجة البارقيّ؛ وأمثالهم في قوّاد المسلمين، فبدأ فنزل ألَّيْس - قرية من قُرى الأنبار- وهذه الغزاة تُدعى غزاة الأنبار الآخرة؛ وغزاة ألَّيس الآخرة، وألزّ رجلان


(١) إسناده ضعيف. ومتن هذه الرواية فيها نكارة ومخالفة لما ذكرنا من الروايات التاريخية في قسم الصحيح من عهد الخلفاء بالنسبة لأحداث هذه المعركة (البويب) والله تعالى أعلم بالصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>