للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحويلها، فإنه لا شيء أسلب للنعمة من كُفرانها، وإنّ الشكر أمنٌ للغَير، ونماء للنعمة، واستيجاب للزيادة؛ هذا لله عليّ من أمركم ونهيكم واجب (١). (٤: ٢١٥/ ٢١٦/ ٢١٧/ ٢١٨).

مَن ندب عمر ورثاه - رضي الله عنه -. ذكر بعض ما رُثِيَ به

٦٤٣ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا عليّ، قال: حدّثنا أبو عبد الله البُرجميّ عن هشام بن عروة: أنّ باكية بكت على عمر، فقالت: واحرّى على عمر! حرّ انتشر، فملأ البشر. وقالت أخرى: واحرّى على عمر! حرّ انتشر، حتى شاع في البشر (٢). (٤: ٢١٨).

٦٤٤ - حدثني عمر، قال: حدثنا عليّ، قال: حدّثنا ابن دأب، وسعيد بن خالد عن صالح بن كَيْسان، عن المغيرة بن شعبة، قال: لما مات عمر - رضي الله عنه - بكتْه ابنة أبي حَثْمة، فقالت: واعُمَراه! أقام الأَود، وأبرأ العَمَد، أمات الفتن، وأحيا السُّنن؛ خرج نقيّ الثوب، بريئًا من العيب.

قال: وقال المغيرة بن شعبة: لما دفن عمر؛ أتيت عليًّا وأنا أحبّ أن أسمع منه في عمر شيئًا، فخرج ينفض رأسَه، ولحيته؛ وقد اغتسل، وهو ملتَحف بثوب، لا يشكّ: أنّ الأمر يصير إليه، فقال: يرحم الله ابن الخطاب! لقد صدقت ابنة أبي حَثْمة؛ لقد ذهب بخيرِها، ونجا من شرّها، أما والله ما قالت، ولكن قُوّلت.

وقالت عاتكة بنة زيد بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:

فَجَّعَني فَيْروزُ لا دَرَّ دَرُّهُ ... بأَبْيَضَ تالٍ للكتاب مُنيبِ

رَؤُوفٍ على الأدْنى غَليظٍ على العِدَا ... أخي ثِقَةٍ في النائباتِ مُجيبِ

مَتَى ما يَقُلْ لا يُكْذِبِ القَولَ فِعْلُه ... سريعٍ إلى الخَيْراتِ غَيْرِ قَطوبِ

وقالت أيضًا:

عَيْنِ جُودي بعَبْرَةٍ ونَحيبِ ... لا تَمَلّي على الإمام النجيبِ

فَجَعَتْني المَنونُ بالفارِس المُعـ ... ـلم يَوْمَ الهياجِ والتَّلْبيبِ


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده معضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>