للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهل إلى فم الصِّلح لثمان خلوْن من شهر رمضان، ورحلَ من فم الصِّلْح لتسع بقين من شوال سنة عشر ومائتين (١).

وهلك حُميد بن عبد الحميد يوم الفطر من هذه السنة؛ وقالت جاريته عَذَل:

مَنْ كَانَ أَصْبَح يومَ الفطرِ مُغتَبطًا ... فمَا غَبْطُنا به والله محمودُ

أَو كان منتظرًا في الفطر سَيّدَهُ ... فإِن سَيّدَنا في الترْبِ ملحوُد

* * *

وفي هذه السنة افتتح عبد الله بن طاهر مصر؛ واستأمن إليه عبيد الله بن السريّ بن الحكم.

ذكر الخبر عن سبب شخوص عبد الله بن طاهر من الرَّقة إلى مصر وسبب خروج ابن السريّ إليه في الأمان (٢)

ذُكر أن عبد الله بن طاهر لمّا فرغ من نصر بن شبَث العُقَيليّ، ووجّهه إلى المأمون فوصل إليه ببغداد كتب المأمون يأمره بالمصير إلى مصر؛ فحدّثني أحمد بن محمد بن مَخْلَد، أنه كان يومئذ بمصر، وأن عبد الله بن طاهر لما قَرُب منها، وصار منها على مرحلة، قدّم قائدًا من قوّاده إليه ليرتاد لمعسكره موضعًا يعسكر فيه، وقد خندق ابن السريّ عليها خندقًا، فاتّصل الخبر بابن السريّ عن مصير القائد إلى ما قرب منها، فخرج بمن استجاب له من أصحابه إلى القائد الذي كان عبد الله بن طاهر وجّهه لطلب موضع معسكره؛ فالتقى جيش ابن السريّ وقائد عبد الله وأصحابه وهم في قلّة، فجالَ القائد وأصحابه جولةً، وأبرد القائد إلى عبد الله بريدًا يخبره بخبره وخبر ابن السريّ، فحمل رجاله على البغال؛ على كلّ رجلين بآلتهما وأدواتهما، وجَنبوا الخيل، وأسرعوا السير حتى لحقوا القائد وابن السريّ؛ فلم تكن من عبد الله وأصحابه إلّا حمْلة واحدة حتى انهزم ابن السريّ وأصحابه، وتساقطتْ عامّة أصحابه - يعني ابن السريّ - في الخندق،


(١) هذا الخبر يؤكد ما قبله مع فارق يسير في تحديد الأيام.
(٢) انظر البداية والنهاية (٨/ ١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>