للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة عشر ومئة]

وفي هذه السنة دعا الأشرس أهلَ الذّمة من أهل سمرْقنْد ومَن وراء النهر إلى الإسلام، على أن تُوضَع عنهم الجزية، فأجابوا إلى ذلك، فلما أسلموا وضع عليهم الجزية، وطالبهم بها، فنصبوا له الحرب (١). [٧/ ٥٤].

ذكر الخبر عما كان من أمر أشرس وأمر أهل سمرقند ومن وليهم في ذلك:

ذكر أن أشرس قال في عَمله بخراسان: ابغونِي رجلًا له ورع وفضل أوجّهه إلى مَن وراء النهر، فيدعوهم إلى الإسلام فأشاروا عليه بأبي الصّيداء صالح بن طريف، مولى بني ضبّة، فقال: لستُ بالماهر بالفارسيّة، فضموا معه الربيع بن عمران التميميّ، فقال أبو الصيداء: أخرج على شريطة أنّ مَن أسلم لم يؤخذ منه الجزية، فإنما خَرْجُ خُراسان على رؤوس الرجال، قال أشرس: نعم، قال: أبو الصيداء لأصحابه: فإني أخرج فإن لم يف العمال أعنتموني عليهم، قالوا: نعم.

فشخص إلى سَمَرْقند، وعليها الحسن بن أبي العَمَرّطة الكنديّ على حربها وخراجها، فدعا أبو الصيداء أهلَ سمرْقند ومن حولها إلى الإسلام، على أن تُوضع عنهم الجزية، فسارع الناس، فكتب غوزك إلى أشرس: إنّ الخراج قد انكسر؛ فكتب أشرس إلى ابن أبي العمرّطة: إنّ في الخراج قوّة للمسلمين، وقد بلغني أنّ أهل السُّغد وأشباههم لم يُسلموا رغبة، وإنما دخلوا في الإسلام تعوّذًا من الجِزْية، فانظر من اختتن وأقام الفرائض وحسُن إسلامه، وقرأ سورةً من القرآن، فارفع عنه خراجَه، ثم عزل أشرس ابنَ أبي العمرّطة عن الخراج، وصيّره إلى هانئ بن هانئ، وضم إليه الأشحيذ، فقال ابنُ أبي العمرّطة لأبي الصيداء: لستُ من الخراج الآن في شيء، فدونك هانئًا والأشحيذ؛ فقام أبو الصيداء يمنعهم من أخذ الجزية ممن أسلم، فكتب هانئ: إنّ الناس قد أسلموا وبنوا المساجدَ، فجاء دهاقين بُخارى إلى أشبرس فقالوا: ممن تأخذ


(١) وانظر البداية والنهاية (٧/ ١٩٠) فقد ذكره ابن كثير بلا إسناد ولم نجد للخبر أصلًا صحيحًا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>