وأن جبريل عليه السلام كان يأتيه به، ثم مات يوم الأربعاء لثلاث خلوْن من ذي الحجة في هذه السنة ودفن في الجزيرة.
* * *
[ذكر عقد المتوكل البيعة لبنيه الثلاثة](١)
وفي هذه السنة عقد المتوكل البيعة لبنيه الثلاثة: لمحمد وسماه المنتصر، ولأبي عبد الله بن قبيحة - ويختلف في اسمه، فقيل إن اسمه محمد، وقيل: اسمه الزبير، ولقبه المعتزّ - ولإبراهيم وسماه المؤيّد بولاية العهد، وذلك - فيما قبل - يوم السبت لثلاث بقين من ذي الحجة - وقيل لليلتين بقيتا منه - وعقد لكلّ واحد منهم لواءين؛ أحدهما أسود وهو لواء العهد، والآخر أبيض وهو لواء العمل، وضمّ إلى كلِّ واحد من العمل ما أنا ذاكره.
فكَان ما ضمّ إلى ابنه محمد المنتصر من ذلك إفريقية والمغرب كله من عريش مصر إلى حيث بلغ سلطانه من المغرب وجند قنَّسرين والعواصم والثغور الشامية والجزريّة وديار مُضر وديار ربيعة والموصل وهيِت وعَانات والخابُور وقَرقيسيا وكور باجَرْمَى وتَكرِيت وطساسيج السواد وكور دِجلة والحرَمين واليمَن وعكّ وحضرموت واليَمامة والبحرين والسند ومكران وقندابيل وفَرْج بيت الذهب وكُور الأهواز والمستغلّات بسامراء وماه الكوفة وماه البصرة وماسَبَذان ومِهرجان قَذَق وشهرزور ودراباذ والصامغان وأصبهان وقمّ وقاشان وقزوين وأمور الجبل والضّياع المنسوبة إلى الجبال وصدقات العرب بالبصرة.
وكان ما ضمّ إلى ابنه المعتزّ كُور خراسان وما يضاف إليها، وطبرستان والرّيّ وإرمينيَة وأذْرَبيجان وكُور فارس. ضم إليه في سنة أربعين خَزْن بيوت الأموال في جميع الآفاق، ودور الضرب، وأمر بضرب اسمه على الدراهم.
وكان ما ضمّ إلى ابنه المؤيد جند دمشق وجند حمص وجند الأردن وجند فلسطين، فقال أبو الغصْن الأعرابيّ:
(١) وذكر أبن قتيبة الدينوري أصل الخبر في بيعة الأولاد الثلاثة [المعارف/ ٢٠٠] دون ذكر التفاصيل.