إنَّ وُلَاة المسلمينَ الجِلَّهْ ... محمّدٌ ثم أبو عَبْدِ الله
ثمَّتَ إِبراهيمُ آبى الذِّلهْ ... بُورِكَ في بنِي خليفةِ اللهْ
وكتب بينهم كتابًا نسخته:
هذا كتاب كتبه عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين، وأشهد الله على نفسه بجميع ما فيه ومَنْ حضر من أهل بيته وشيعته وقوّاده وقُضاته وكفاته وفقهائه وغيرهم من المسلمين لمحمد المنتصر بالله، ولأبي عبد الله المعتز بالله، وإبراهيم المؤيد بالله، بني أمير المؤمنين؛ في أصالة من رأيه، وعموم من عافية بدنه، واجتماع من فهمه، مختارًا لما شهد به، متوخيًّا بذلك طاعةَ ربه، وسلامة رعيّته واستقامتها وانقياد طاعتها، واتساعَ كلمتها؛ وصلاح ذات بينها؛ وذلك في ذي الحجة سنة خمسة وثلاثين ومائتين [أنه جعل]؛ إلى محمد المنتصر بالله بن جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين ولاية عهد المسلمين في حياته والخلافة عليهم من بعده؛ وأمره بتقوى الله التي هي عِصْمة مَن اعتصم بها ونجاةُ من لجأ إليها، وعزّ من اقتصر عليها؛ فإن بطاعة الله تمّ النعمة، وتجب من الله الرحمة، والله غفور رحيم. وجعل عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين الخلافة من بعد محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين إلى أبي عبد الله المعتز بالله ابن أمير المؤمنين، ثم من بعد أبي عبد الله المعتز ابن أمير المؤمنين الخلافة إلى إبراهيم المؤيد بالله ابن أميرِ المؤمنين.
وجعلَ عبدُ الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين لمحمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين على أبي عبد الله المعتز بالله وإبراهيم المؤيد بالله ابني أمير المؤمنين السمع والطاعة والنصيحة والمشايعة والمُوالاة لأوليائه والمعاداة لأعدائه، في السرّ والجهر، والغضب والرضا، والمنع والإعطاء، والتمسك ببيعته، والوفاء بعهده، لا يبَغيانه غائلة، ولا يحاولانه مخاتَلةً، ولا يمالئان عليه عدوًّا، ولا يستبدّان دونه بأمر يكون فيه - نقضٌ لما جعل إليه أمير المؤمنين من ولاية العهد في حياته والخلافة من بعده.
وجعل عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين على محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين لأبي عبد الله المعتز بالله وإبراهيم المؤيد بالله ابني أمير المؤمنين الوفاء بما عقده لهما، وعهد به إليهما من الخلافة بعد محمد