للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين، وإبراهيم المؤيد بالله ابن أمير المؤمنين الخليفة من بعد أبي عبد الله المعتز بالله ابن أمير المؤمنين، والإتمام على ذلك، وألّا يَخْلعهما ولا واحدًا منهما، ولا يعقد دونهما ولا دون واحد منهما بيعةً لولد، ولا لأحد من جميع البريّة، ولا يؤخّر منهما مقدّمًا، ولا يقدّم منهما مؤخّرًا، ولا يَنْقصهما ولا واحدًا منهما شيئًا من أعمالهما التي ولاهما عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين وكلَّ واحد منهما؛ من الصلاة والمعاون والقضاء والمظالم والخراج والضّياع والغنيمة والصّدقات وغير ذلك من حقوق أعمالهما، وما في عمل كلّ واحد منهما؛ من البريد والطُّرُر وخزَن بيوت الأموال والمعاون ودُور الضّرْب وجميع الأعمال التي جعلها أمير المؤمنين، ويجعلها إلى كلّ واحد منهما، ولا ينقل عن واحد منهما أحدًا من ناحيته من القوّاد والجند والشاكريّة والموالي والغلمان وغيرهم؛ ولا يعترض عليه في شيء من ضِياعه وإقطاعاته وسائر أمواله وذخائره وجميع ما في يده، وما حواه وملكتْ يده من تالد وطارف، وقديم ومستأنف؛ وجميع ما يستفيده ويُستفاد له بنقص، ولا يحرم ولا يجنف، ولا يعرض لأحد من عماله وكتّابه وقضاته وخدمه ووكلائه وأصحابه، وجميع أسبابه بمناظرة ولا محاسبة؛ ولا غير ذلك من الوجوه والأسباب كلها، ولا يفسخ فيما وكّده أمير المؤمنين لهما في هذا العقد والعهد، بما يزيل ذلك عن جهته، أو يؤخّره عن وقته، أو يكون ناقضًا لشيء منه.

وجعل عبد الله جعفر المتوكل على الله أمير المؤمنين على أبي عبد الله المعتّز بالله ابن أمير المؤمنين إن أفضت إليه الخلافة بعد محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين لإبراهيم المؤيد بالله ابن أمير المؤمنين مثل الشرائط التي اشترَطها على محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين بجميع ما سمّى فيه ووصف في هذا الكتاب، وعلى ما بيّن وفسّر، مع الوفاء من أبي عبد الله المعتز بالله ابن أمير المؤمنين، بما جعله أمير المؤمنين لإبراهيم المؤيد بالله ابن أمير المؤمنين من الخلافة وتسليم ذلك راضيًا به ممضيًا له؛ مقدّمًا ما فيه حق الله عليه وما أمره به أمير المؤمنين، غير ناكث ولا ناكب بذلك، ولا مبدّل، فإن الله تعالى جدُّه وعَزّ ذكره يتوعّد مَن خالف أمره، وعَنَد عن سبيله في محكم كتابه: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>