للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان عاهد الله ألّا يشهد مع خالد بن الوليد حربًا أبدًا بَعدها؛ وكان يحدّث: أئهم لما غَشُوا القوم راعوهم تحت الليل، فأخذ القوم السلاح. قال: فقلنا: إنّا المسلمون، فقالوا: ونحن المسلمون، قلنا: فما بال السلاح معكم! قالوا لنا: فما بال السلاح معكم! قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعُوا السلاح، قال: فوضعوها؛ ثم صلَّينا وصلَّوا. وكان خالد يعتذر في قتله: أنه قال له وهو يراجعه: ما إخال صاحبَكم إلّا وقد كان يقول كذا وكذا. قال: أو ما تعدّه لك صاحبًا! ثم قدّمه فضرب عنقه وأعنَاق أصحابه، فلما بلغ قتلُهم عمرَ بن الخطاب، تكلَّم فيه عند أبي بكر فأكثر، وقال: عدوُّ الله عَدا على امرئ مسلم فقتله، ثم نزَا على امرأته!

وأقبل خالد بن الوليد قافلًا حتى دخل المسجد وعليه قَباءٌ له عليه صَدأ الحديد، معتجرًا بعمامة له، قد غرز في عمامته أسْهُمًا؛ فلمَّا أنْ دخلَ المسجد؛ قام إليه عُمَرُ، فانتزع الأسْهُمَ من رأسه فحطَّمها، ثم قال: أرِثَاء! قتلتَ امرأ مسلمًا، ثم نزوت على امرأته! والله لأرْجمنّك بأحجارك -ولا يكلّمه خالد بن الوليد، ولا يظنّ إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه- حتى دخل على أبي بكر، فلمَّا أن دخلَ عليه أخبره الخبر، واعتذر إليه فعذره أبو بكر، وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك. قال: فخرَج خالد حين رضي عنه أبو بكر، وعُمَرُ جالسٌ في المسجد، فقال: هلم إليّ يا بن أمّ شَمْلة! قال: فعرف عمر أن أبا بكر قد رضيَ عنه فلم يكلّمه، ودخل بيته.

وكان الذي قتل مالك بن نويرة عبد بن الأزور الأسدي. وقال ابن الكلبيّ: الَّذي قتل مالك بن نُويرة ضرار بن الأزور (١). (٣: ٢٧٩/ ٢٨٠).


(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

تعليقنا على هذه الروايات الضعيفة
نقول وبالله التوفيق: هذه أسانيد ضعيفة ومنها الضعيف جدًّا وفي بعض متونها نكارة، وذكرنا هذه الروايات في قسم الضعيف لأننا قد أخذنا على أنفسنا عند بدئنا بتحقيق أول رواية للطبري من طريق سيف بن عمر التميمي ألا نأخذ بأية رواية من رواياته في ما يتعلق بالحلال والحرام ومسائل العقيدة أو الطعن في عدالة الصحابة فهو ضعيف في الحديث باتفاق أئمة الجرح والتعديل وأخذنا برواياته التاريخية التي لا تثبت في هذه المسائل وبشرط أن تكون لأصل الرواية التأريخية ما يؤيدها مسندًا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>