وانظر فتح الباري (٧/ ٢٢٣) وكذلك أخرج ابن سعد في طبقاته (٨/ ١٨) بسند فيه الواقدي وهو ضعيف عن عائشة قالت: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين. أما موت أبي طالب فقد ذكر الطبري عن ابن إسحاق أنه مات في السنة التي ماتت فيها خديجة رضي الله عنها أي في السنة العاشرة من البعثة (بثلاث سنين قبل الهجرة) وهذا ما ذكره ابن هشام في السيرة من قول ابن إسحاق بلاغًا (١/ ٦٦) وكذلك قال الذهبي في (تأريخ الإسلام / السيرة النبوية / ٢٣٦): وذكر الواقدي أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين وأنهما توفيا في ذلك العام. وتوفيت خديجة قبل أبي طالب بخمسة وثلاثين يومًا. وذكر أبو عبد الله الحاكم أن موتها كان بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام وكذا قال غيره. اهـ. وقال ابن حجر في الفتح (٧/ ١٩٤): وقد ذكرنا أنه (أي أبا طالب) مات بعد خروجهم من الشعب وذلك في آخر السنة العاشرة من المبعث وكان يذب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويرد عنه كل من يؤذيه وهو مقيم مع ذلك على دين قومه. اهـ. وانظر أنساب الأشراف (١/ ٤٠٦).
خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف ذكرنا الحديث (٥٢) في قسم الضعيف، ولكن أصل الخروج إلى الطائف صحيح. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه (٣/ ١٤٢٠) عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت. فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلّا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا بها جبريل فناداني فقال: إن الله عزَّ وجلَّ قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلّم عليّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا). والمراد من قوله عليه الصلاة والسلام: العقبة: أي الطائف كما قال الزرقاني. لا عقبة منى (انظر شرح المواهب ١/ ٢٩٨).