للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع وستين ومائة ذكر الأحداث التي كانت فيها]

فمن ذلك ما كان من توجيه المهديّ ابنَه موسى في جَمْع كثيف من الجُنْد، وجهاز لم يُجهَّز -فيما ذكر- أحد بمثله، إلى جُرجان لحرب ونَدْاهُرْمُز وشَرْوين صاحِبَي طبرستان وجعل المهديّ حين جهز موسى إليها أبان بن صدقة على رسائلة، ومحمد بن جُميل على جنده، ونُفَيعًا مولى المنصور على حجابته، وعليّ بن عيسى بن ماهان على حرسه، وعبد الله بن خازم على شُرَطه؛ فوجَّه موسى الجنود إلى وانداهرمز وشروين، وأمرّ عليهم يزيد بن مَزْيد، فحاصرهما (١).

وفيها تُوُفِّيَ عيسى بن موسى بالكوفة، وولى الكوفة يومئذ رَوْح بن حاتم، فأشهد روحُ بن حاتم على وفاته القاضيَ وجماعة من الوجوه، ثم دُفن (٢).

وفيها جدّ المهديّ في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم، وولّى أمرهم عمر الكلواذيّ، فأخذ يزيدَ بن الفيض كاتب المنصور، فأقر -فيما ذكر- فحبس، فهرب من الحبس، فلم يقدَر عليه (٣).


(١) ذكر البسوي أن المهدي توجه بنفسه إلى طبرستان وكفى [المعرفة ١/ ٣٣] ومع ما ذكره الطبري فهذا يعني أن المهدي وجّه من هناك ابنه موسى لقتال المشركين والله أعلم.
(٢) وقال البسوي: وفيها (أي ١٦٧ هـ) توفي عيسى بن موسى بالكوفة فأشهد الناس على وفاته روح بن حاتم وهو واليها وصلى عليه روح وكان يوم مات ابن خمس وستين سنة [المعرفة ١/ ٣٣].
(٣) أما حرص الخليفة المهدي على صيانة العقيدة الإسلامية من البدع والأهواء وتتبع الزنادقة والقضاء عليهم بعد التأكد من التهمة وإصرارهم عليها فقد صح أن المهدي رحمه الله تعالى كان كذلك إمامًا للسنة قامعًا للبدعة. ولذلك نرى أهل الأهواء والبدع قد نشروا أخبارًا كاذبة في مثالب المهدي ولكن دراسة متأنية لهذه الأخبار تبيّن زيفها =

<<  <  ج: ص:  >  >>