للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عفّان بن مسلم، عن عثمان بن عبد الحميد، قال: حدّثنا أبي، قال: بلغنا أنّ فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز قالت: اشتدّ علزُه ليلةً، فسهر وسهرنا معه، فلما أصبحنا أمرت وصيفًا له يقال له مرثد، فقلتُ له: يا مرثد، كنْ عند أمير المؤمنين، فإن كانت له حاجة كنتَ قريبًا منه. ثم انطلقنا فضربنا برؤوسنا لطول سهرنا، فلما انفتح النهار استيقظت فتوجهت إليه، فوجدت مرثدًا خارجًا من البيت نائمًا، فأيقظته فقلت: يا مرثد، ما أخرجك؟ قال: هو أخرجني، قال: يا مرثد؛ اخرج عني! فوالله إني لأرى شيئًا ما هو بالإنس ولا جان، فخرجت فسمعته يتلو هذه الآية: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، قال: فدخلت عليه فوجدته قد وجّه نفسه، وأغمض عينيه (١). (٦: ٥٧٢ - ٥٧٣).


(١) قلنا: والطبري يروي هذا الخبر بإسناد منقطع، وقد أخرجه ابن سعد من طريق وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا أبي قال: سمعت المغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة بنت عبد الملك كنت أسمع بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه يقول: اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار فلما كان اليوم الذي قبض فيه ... الخبر وفي آخره: فدخلت عليه فإذا هو ميت قد استقبل القبلة وأغمض نفسه ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه.
[الطبقات الكبرى (٥: ٤٠٧)].
قلنا وإسناد ابن سعد إلى فاطمة رجاله رجال الصحيح.

[تسمية عمال عمر بن عبد العزيز]
البصرة: عدي بن أرطأة الفزاري حتى مات عمر.
الكوفة: عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب حتى مات عمر.
خراسان: الجراح بن عبد الله الحكمي، ثم كتب إليه فاستخلف عبد الرحمن بن نعيم الغامدي.
سجستان: الجراح بن عبد الله، ثم ضمها إلى عبد الرحمن بن نعيم، وذلك سنة مئة، ثم بعث يزيد بن المهلب أخاه مدركًا حين خلع، فمنعه عبد الرحمن دخولها حتى قتل يزيد.
السند: ولاها عدي بن أرطاة عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع ثم عزله وولى عمرو بن مسلم الباهلي حتى مات عمر.
البحرين: صلت بن حريث بعث إلى عدي منها بخوارج، ثم عزله عدي وولى عبد الكريم بن المغيرة أظنه باهليًا.
عمان: عمرو بن عبد الله أبي طلحة الأنصاري. =

<<  <  ج: ص:  >  >>