للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجة؛ من الدعاء لك ولمن معك إلى الوحدانية والشريعة الحنيفيّة؛ فإن أبيتَ ففدية توجب ذمّة، وتُثبت نَظرة، وإن تركتَ ذلك، ففي يقين المعاينة لنعوتنا ما يُغني عن الإبلاغ في القول والإغراق في الصفة. والسلام على من اتبع الهدى.

وفيها صار المأمون إلى سَلَغُوس.

وفيها بعث عليّ بن عيسى القميّ جعفر بن داود القميّ فضرب أبو إسحاق بن الرّشيد عنقَه.

وحجّ بالناس في هذه السنة سليمان بن عبد الله بن سليمان بن عليّ (١).

[ثم دخلت سنة ثمان ومائتين عشرة ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك ما كان من شخوص المأمون من سَلَغُوس، وقتله بها ابنَ أخت الداري.

وفيها أمر بتفريغ الرّافقة لينزلها حشمه، فضجّ من ذلك أهلها فأعفاهم.

وفيها وجّه المأمون ابنَه العباس إلى أرض الرّوم، وأمره بنزول الطُّوانة وبنائها، وكان قد وجّه الفَعَلة والفروض، فابتدأ البناء، وبناها ميلًا في ميل، وجعل سورَها على ثلاثة فراسخ، وجعل لها أربعة أبواب، وبنى على كلّ باب حصْنًا؛ وكان توجيهُه ابنَه العباس في ذلك في أوّل يوم من جمادى (٢).

وكتب إلى أخيه أبي إسحاق بن الرّشيد؛ أنه قد فرض على جُند دمشق وحمْص والأردُنّ وفلسطين أربعة آلاف رجل، وأنه يجرى على الفارس مائة درهم، وعلى الرّاجل أربعين درهم، وفرضَ على مصر فَرْضًا، وكتب إلى العباس بمَنْ فرضَ


(١) وكذلك قال خليفة (تأريخ خليفة/ ٣١٥).
(٢) لهذا الخبر (خبر توجيه المأمون ابنه العباس إلى الطوانة وبناءها. . أو بتعبير أدق بإعادة بناءها) كما ذكر (الحافظ بن كثير) أيده ابن قتيبة الدينوري في المعارف (١٩٩) دون ذكرٍ للتفاصيل التي ذكرها الطبري، وانظر المنتظم (١١/ ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>