للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم، وقد أتِي فيمن أتينا به بأبي مريم عبد الله بن عبد الرحمن -قال القاسم: وقد أدركته وهو عَرِيف بني زُبَيد- قال: فوقفناه، فعرضنا عليه الإسلام والنصرانيّة -وأبوه وأمه وإخوته في النصارى- فاختار الإسلام، فحزناه إلينا، ووثب عليه أبوه وأمه وإخوته يجاذبوننا، حتى شققوا عليه ثيابه، ثم هو اليومَ عريفنا كما ترى. ثم فتحت لنا الإسكندرية فدخلناها، وإنّ هذه الكُناسة التي ترى يا بن أبي القاسم لَكُناسة بناحية الإسكندرية حولها أحجار كما ترى، ما زادت ولا نقصت، فمن زعم غير ذلك: أنّ الإسكندرية وما حولها من القرى لم يكن لها جزية ولا لأهلها عهد؛ فقد والله كذب! قال القاسم: وإنما هاج هذا الحديثَ أن ملوك بني أميّة كانوا يكتبون إلى أمراء مصر: أنّ مصر إنما دخلت عَنْوة؛ وإنما هم عبيدنا نزيد عليهم كيف شئنا، ونضع ما شئنا (١). (٤: ١٠٥/ ١٠٦).


(١) إسناده ضعيف وله ما يؤيده كما سنذكر.

شواهد قصة فتح مصر والإسكندرية
١ - أخرج البلاذري قال: وحدثني عمرو الناقد عن عبد الله بن وهب المصري عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بُرْدة عن سفيان بن وهب الخولاني قال: لمّا فتحنا مصر بغير عهد قام الزبير فقال: اقسمها يا عمرو فأبى فقال الزبير: والله لتقسمنها كما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، فكتب إلى عمر في ذلك فكتب إليه عمر أقرّها حتى يغزو منها حَبَلُ الحبلة. (فتوح البلدان / ٣٠٠) وهذا الإسناد وإن كان فيه ابن لهيعة فهو من رواية عبد الله بن وهب عنه وروايته عن ابن لهيعة حسنة، والله أعلم.
وقال البلاذري عقب هذه الرواية: قال: وقال عبد الله بن وهب وحدثني ابن لهيعة عن خالد بن ميمون عن عبد الله بن المغيرة عن سفيان بن وهب بنحوه (فتوح البلدان / ٣٠٠).
٢ - وأخرج البلاذري قال: وحدثني إبراهيم بن مسلم الخوارزمي عن عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي فراس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: اشتبه على الناس أمر مصر فقال قوم: فتحت عنوة وقال آخرون: فتحت صلحًا، والثَّلْج في أمرها أن أبي قدمها فقاتله أهل اليونة ففتحها قهرًا وأدخلها المسلمون وكان الزبير أولّ من علا حصنها فقال صاحبها لأبي: إنه قد بلغنا فعلكم بالشام، ووضعكم الجزية على النصارى واليهود وإقراركم الأرض في أيدي أهلها، يعمرونها ويؤدون خراجها، فإن فعلتم بنا مثل ذلك كان الردّ عليكم من قتلنا وسبينا وإجلائنا، قال: فاستشار أبي المسلمين فأشاروا عليه أن يفعل ذلك، إلا نفر منهم سألوا أن يقسم الأرض بينهم فوضع على كل حالم دينارين جزية إلّا أن يكون فقيرًا، وألزم كل ذي أرض مع الدينارين ثلاثة أرداب حنطة، وقسطي زيت وقسطي عسل، وقسطي خل رزقًا للمسلمين ... إلخ. وفي آخر الرواية: وكتب عليهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>