للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها غضب المتوكل على بَختيشُوع، وقبض ماله، ونفاه إلى البحرين، فقال أعرابيّ:

يا سَخطةٌ جاءت على مقدارِ ... ثار له الليث على اقتدارِ

منه وبَخْتِيشُوعُ في اغتِرارِ ... لمَّا سَعى بالسَّادةِ الأَقمارِ

بالأمَراء القادِة الأَبرارِ ... وُلاةِ عهدِ السَّيَدِ المختارِ

وبالمَوالِي وبنِي الأَحرارِ ... رَمى به في مُوحِش القفارِ

* بساحِلِ البحْرينِ للصَّغَارِ*

وفي هذه السنة اتفق عيد المسلمين الأضحى وشعانين النصارى وعيد الفطر لليهود.

وحج بالناس فيها عبد الصمد بن موسى (١).

[ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

* * *

[ذكر خبر بناء الماحوزة] (٢)

ففيها أمر المتوكل ببناء الماحُوزَة، وسمَّاها الجعفريَّ، وأقطع القوَّاد وأصحابه فيها، وجدَّ في بنائها، وتحوَّل إلى المحمديّة ليتمَّ أمر الماحوزة، وأمر بنقض القصر المختار والبديع، وحمل ساجهما إلى الجعفري، وأنفق عليها - فيما قيل - أكثر من ألفي ألف دينار، وجمع فيها القُرَّاء فقرؤوا، وحضر أصحاب الملاهي فوهب لهم ألفي ألف درهم، وكان يسميها هو وأصحابه الخاصَّة المتوكليَّة، وبنى فيها قصرًا سمَّاه لؤلؤة، لم يُرَ مثله في علوِّه، وأمر بحفر نهر يأخذ رأسه خمسة فراسخ فوق الماحوزة من موضع يقال له كَرْمى يكون شِرْبًا لما حولها من فُوهةِ النهر إليها، وأمر بأخذ جبلتا والخَصَاصَة العليا والسفلى


(١) لهذه الأخبار المقتضبة انظر البداية والنهاية [٨/ ٢١١].
(٢) انظر المنتظم ١١/ ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>