للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باردٌ نَديٌّ والماء ثقيل، والريح تهبُّ فيها مع العصر؛ فلا تزال تشتدُّ حتى يمضي عَامَّة الليل؛ وهي كثيرة البراغيث، وغلَت فيها الأسعار، وحال الثلج بين السَّابِلة والميرة (١).

* * *

وفيها وجَّه المتوكِّل بُغا من دمشق لغزو الرُّوم في شهر ربيع الآخر، فغزا الصائفة، فافتتح صُمُلة، وأقام المتوكَّل بدمشق شهرين وأيامًا، ثم رجع إلى سامراء، فأخذ في منصرَفه على الفرات، ئم عدل إلى الأنبار، ثم عدل من الأنبار على طريق الحُرْف إليها، فدخلها يوم الإثنين لسبع بَقيِن من جمادى الآخرة (٢).

* * *

وفيها عقد المتوكِّل لأبي الساج على طريق مكة مكان جعفر بن دينار - فيما زعم بعضهم - والصواب عندي أنه عقد له على طريق مكة في سنة ثنتين وأربعين ومائتين.

وفيها أتِيَ المتوكل - فيما ذكر - بحربة كانت للنبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تسمى العنَزة؛ ذكر أنها كانت للنجاشي ملك الحبشة، فوهبها للزُّبير بن العوَّام، فأهداها الزبير لرسول الله - صلي الله عليه وسلم -، فكانت عند المؤذِّنين، وكان يُمْشَى بها بين يدي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في العِيدين، وكانت تركز بين يديه في الفناء فيصلي إليها فأمر المتوكِّل بحملها بين يديه، فكان يحملها بين يديه صاحب الشرطة، ويحمل حربته خليفة صاحب الشرطة (٣).

* * *


(١) انظر المنتظم ١١/ ٣٢٢.
(٢) انظر المنتظم ١١/ ٣٢٢.
(٣) انظر البداية والنهاية [٨/ ٢١١].

<<  <  ج: ص:  >  >>