للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بقيّة الخبر عن أمر الكذَّاب العنسيّ)

٥ / أ- كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جَمَع -فيما بلغنا- لباذام حين أسلم وأسلمت اليمن عمل اليمن كلَّها، وأمَّرَه على جميع مخالفيها، فلم يزل عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام حياته، فلم يعزِله عنها ولا عن شيء منها، ولا أشرك معه فيها شريكًا حتى مات باذام، فلمّا مات فرّق عملها بين جماعة من أصحابه (١). (٣/ ٢٢٧ - ٢٢٨).


= والخاصة، وفي ذلك دليل على أصالة السياسة الشرعية وأصولها في أفهام الصحابة، لإحداثها وابتداعها كما يدعي المستشرقون وغيرهم.
ومن رجع إلى الروايات الصحيحة التي ذكرنا في قسم الصحيح يتبيّن له زيف هذه الافتراءات، والحمد لله أولًا وآخرًا.
(١) قلنا: ذكر أئمة المغازي والسير قصة الأسود العنسي عند حديثهم عن السيرة النبوية المشرفة. وأما الطبري فقد أشار إلى الأسود العنسي إشارة عرضية خلال حديثه عن السيرة النبوية، ولهذا قال هنا بعد انتهائه من روايات سقيفة بني ساعدة وبيعة الصحابة لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه قال: بقية الخبر عن أمر الكذاب العنسي، وسنحاول إن شاء الله جمع هذه الروايات والحديث عنها متسلسلة حتى يتكون للقارئ الكريم فكرة متكاملة عن قصة الأسود العنسي في تأريخ الطبري فنقول وبالله النوفيق:
قال الطبري رحمه الله تعالى (٣/ ١٤٦): وقد قيل: إن دعوى مسيلمة الكذاب ومن ادَّعى النبوة من الكذابين في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كانت بعد انصراف النبي من حجّه المسمى حجة الوداع، ومرضته التي مرضها التي كانت منها وفاته - صلى الله عليه وسلم -.
ثم أخرج الطبري بسنده فقال: (٣/ ١٤٧) حدثنا عبيد الله بن سعيد الزهري قال: حدثني عمّي يعقوب بن إبراهيم: حدثني سيف بن عمر وكتب بذلك إليّ السريّ يقول: حدثنا شعيب بن إبراهيم التميمي عن سيف بن عمر التميمي الأسيدي، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن ثابت بن الجذع الأنصاري عن عبيد الله مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي مويهبة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بعدما قضى حجة التمام فتحلل به السير، وطارت به الأخبار لتحلل السير بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قد اشتكى، فوثب الأسود باليمن ومسيلمة باليمامة، وجاء الخبر عنهما للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم وثب طليحة في بلاد بني أسد بعدما أفاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم اشتكى في المحرم وجعه الذي توفاه الله فيه.
ثم أخرج الطبري بسندين ضعيفين: الأول (٣/ ١٤٧) تحت عنوان (كتاب مسيلمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والجواب عنه) وفيه: فوثب الأسود باليمن، ومسيلمة باليمامة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>